تشوه الدماغ الجيبى (CCM) هو ورم وعائي جيوبى يتطور في الجهاز العصبي المركزي. يتميز هذا المرض بتوسع الأوعية الدموية وهياكل غير منتظمة نسبيًا، عادةً في الدماغ، وقد يكون مرتبطًا بمجموعة متنوعة من الأعراض السريرية، مثل الصداع والنوبات والعجز العصبي، ولكن قد يكون أيضًا بدون أعراض.
يتم اكتشاف العديد من التشوهات الدماغية عن طريق الصدفة، وخاصة أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الذي يتم إجراؤه كجزء من دراسة للتحقيق في حالات أخرى.
تعتمد الأعراض السريرية لـ CCM عادةً على موقع الورم وحجمه. تشمل الأعراض الشائعة الصداع المتكرر والنوبات. وقد تدفع هذه الأعراض المرضى إلى الخضوع لفحوصات التصوير، وتعد تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي إحدى الطرق الرئيسية لتشخيص CCM، وخاصة استخدام تسلسل صدى التدرج للكشف عن الآفات الدقيقة المحتملة.
عندما يحدث نزيف في المخ، يمكن للتصوير المقطعي المحوسب أن يظهر نزيفًا جديدًا بسرعة أكبر، مما يسمح للأطباء بإجراء تشخيص سريع.
تشكل طفرات جين CCM ما بين 70% إلى 80% من جميع حالات CCM. وقد تكون نسبة 20% إلى 30% المتبقية من الحالات ناجمة عن جينات غير محددة.
توصلت دراسات ذات صلة إلى أن التسبب في مرض CCM معقد للغاية. تخضع الخلايا البطانية لهذه التشوهات الوعائية إلى انتقال من الخلايا البطانية إلى الخلايا المتوسطة، مما يؤدي إلى مزيد من تطور المرض. ولا تزال الآليات الجزيئية لهذه العملية قيد الاستكشاف، بما في ذلك ظواهر مثل اختلال تنظيم تكوين الأوعية الدموية ونقص الأكسجين الخلوي.
حاليا، لا يوجد علاج دوائي خاص لـ CCM، والعلاج الوحيد هو الاستئصال الجراحي. ومع ذلك، فإن المخاطر والآثار المترتبة على الجراحة تختلف اختلافًا كبيرًا اعتمادًا على موقع CCM، لذا يلزم إجراء فحص وتقييم مناسبين قبل اتخاذ قرار العلاج.
علم الأوبئةيبلغ معدل الإصابة بـ CCM في عموم السكان حوالي 0.5%، وعادة ما تظهر الأعراض السريرية لأول مرة بين سن 20 و30 عامًا. في البداية كان يُعتقد أن هذه الحالة هي مجرد آفة خلقية، ولكن مع تقدم الأبحاث تم اكتشاف أن CCM يمكن أن تحدث أيضًا بشكل مستقل في شكل "إزالة الأورام".
كما هو الحال مع بعض أنواع السرطان، يبدو أن علاج آفات CCM يتطلب تثبيط نشاط الجينات الكابتة للورم وتنشيط الجينات المسببة للسرطان.
إن فهم CCM لا يزال في طور التطور. وقد دفعتنا الدراسات الحديثة إلى إعادة تقييم تنوع هذه الآفات والعوامل الوراثية الكامنة وراءها. وفي المستقبل، قد نتمكن من الحصول على فهم أعمق لكيفية تأثير هذه الجينات على استقرار الأوعية الدموية وحدوث الآفات في البيئة الداخلية للدماغ.
مع استكشافنا للأسرار الجينية لـ CCM، هل من الممكن أن نتمكن من اكتشاف اتجاهات وآمال جديدة لعلاجات مستقبلية؟