فيروس حمى الكلاب (CDV) هو مرض فيروسي خطير يصيب في المقام الأول مجموعة متنوعة من الثدييات، بما في ذلك الكلاب، مما يتسبب في انتشار الفيروس بسرعة بين الحيوانات. يعتبر هذا المرض معديًا بشكل لا يصدق لدرجة أن العديد من الخبراء يشعرون بالحيرة بشأن آلية انتقاله. ستستكشف هذه المقالة الخصائص المعدية لمرض حمى الكلاب وتأثيرها على الكلاب وغيرها من الحيوانات البرية.
يؤثر مرض حمى الكلاب على مجموعة واسعة من الحيوانات، بما في ذلك الكلاب البرية، وحيوانات الراكون، وحتى بعض القطط الكبيرة، ويكون التأثير الأسوأ على السكان غير الملقحين.
يحدث مرض حمى الكلاب بسبب فيروس RNA أحادي السلسلة ينتمي إلى عائلة Paramyxoviridae. تنتقل العدوى بالفيروس بشكل أساسي من خلال الرذاذ المحمول جوًا والاتصال بسوائل جسم الحيوانات المصابة (مثل إفرازات الأنف والدموع والبراز والبول). الكلاب، وخاصة الكلاب الصغيرة (من عمر 3 إلى 6 أشهر)، أكثر عرضة للإصابة بالمرض. يمكن أن يظل الفيروس كامنًا في الجسم لمدة 14 إلى 18 يومًا، بينما تظهر أعراض الأنفلونزا عادةً في غضون 3 إلى 6 أشهر. تظهر بعد 6 أيام .
إن الطبيعة الواسعة الانتشار والقاتلة لهذا الفيروس تجعله مصدر قلق كبير للصحة العامة. يمكن أن ينتشر انتقال الأمراض من الكلاب بشكل كبير مع زيادة التعرض للكلاب الأخرى.
تختلف العلامات السريرية لمرض حمى الكلاب على نطاق واسع، وتتراوح من عدم ظهور أي أعراض إلى ظهور علامات تنفسية خفيفة تشبه سعال الكلاب إلى الالتهاب الرئوي الشديد، والذي قد يؤدي حتى إلى الموت. تشمل الأعراض الشائعة: الحمى، وسيلان الأنف، والتقيؤ، والإسهال، والخمول.
بالإضافة إلى ذلك، إذا ظهرت أعراض عصبية، فإنها قد تؤدي إلى مشاكل مثل سلس البول، والنوبات، وتشنجات العضلات. ويؤدي تنوع هذه العلامات السريرية إلى تفاقم صعوبة التعرف عليها وتشخيصها. إن معدل البقاء على قيد الحياة للكلاب بعد ظهور الأعراض ليس مرتفعًا، وخاصةً للجراء.
قد تواجه الكلاب المصابة بمرض الكلب مجموعة متنوعة من المضاعفات بعد ظهور الأعراض الحالية. على سبيل المثال، يعد مرض الوسادة الصلبة أحد المضاعفات الشائعة التي تسبب زيادة سماكة الجلد في باطن أقدام الكلب وأنفه. مع مرور الوقت، يمكن أن تتحول هذه الحالة إلى تدهور عقلي وحركي حاد. قد يصاب بعض الكلاب بنوبات صرع مستمرة أو شلل، مما قد يقلل بشكل كبير من جودة حياتهم.
على الرغم من أن لقاح حمى الكلاب متوفر منذ سنوات عديدة وأن تطعيم الكلاب إلزامي في معظم الأماكن، إلا أن المرض لا يزال يؤثر على الكلاب غير الملقحة في بعض المجتمعات. على سبيل المثال، في بعض ملاجئ الحيوانات، إذا لم يتم إجراء التطعيم، فمن المرجح أن يحدث تفشي المرض. وفي الولايات المتحدة، وخاصة في ولاية أريزونا، يظل عدد الكلاب الضالة مرتفعا، وهي الكلاب التي توفر فرصة لانتشار الفيروس.
لقد أدى توافر اللقاحات إلى تقليل انتشار المرض بشكل كبير، ولكن في بعض مجموعات الكلاب غير الملقحة لا يزال الفيروس يشكل تهديدًا لصحة الحيوان.
لا يعد مرض حمى الكلاب مرضًا يهدد صحة الكلاب بشكل خطير فحسب، بل إنه يشكل أيضًا تحديًا للبيئة الإيكولوجية. ومع تغير التدفقات العالمية، هل سيستمر هذا الوباء في التأثير على المزيد من الأنواع الحيوانية وتوازن أنظمتها البيئية؟