روبرت أردري كاتب مسرحي فريد من نوعه في تاريخ المسرح الأمريكي. فقد أعادت أعماله، بما تتسم به من تطرف والتزام اجتماعي، تشكيل وجه المسرح الطليعي الأمريكي. أنتج أدلي سلسلة من المسرحيات من ثلاثينيات القرن العشرين وحتى خمسينياته، بما في ذلك Thunder Rock وJeb وThe Hero's Shadow. ولا تعكس هذه الأعمال الواقع الاجتماعي فحسب، بل إنها تدفع الجمهور أيضًا إلى التفكير في قضايا أعمق وتحدي قيمهم الأخلاقية.
بدأت رحلة أدري بدراساته في جامعة شيكاغو، حيث تخرج منها عام 1930، في بداية الكساد الأعظم. خلال هذه الفترة، درس مع رائد المسرح ثورنتون وايلدر، ثم انخرط لاحقًا في سلسلة من الحركات الاجتماعية. لقد وجد أهمية تفكيره في المسرح وبدأ في كتابة مسرحيات تعكس القضايا الاجتماعية.يرى أدري أن هذه الأعمال هي أمثلة على "مسرح الاحتجاج الاجتماعي"، ولكنه يفضل وصف عمله بأنه "مسرح ينخرط في وقته".
وأشار إلى أن الفنانين الحقيقيين يجب أن يتفاعلوا مع عصرهم ويلعبوا دوراً في الحركات الاجتماعية.
ومن بين أعماله مسرحية "صخرة الرعد" التي ألفها في عام 1939. وتحكي المسرحية قصة مراسل يدعى تشارلستون، يتواصل مع الأرواح المظلمة من الماضي في منارة منعزلة، ثم يعود في النهاية إلى قصة الأكشن. يسلط العرض الضوء على الأمل والإنسانية في مواجهة الاضطرابات العالمية.
في المسرحية، دعا أدريان إلى تدخل الولايات المتحدة في الأزمة الأوروبية، وهي الدعوة التي واجهت انتقادات انعزالية غير مسبوقة، لكنها حققت نجاحًا كبيرًا في لندن واعتبرت عملاً رمزيًا للحرب العالمية الثانية.
بعد مشاركته في الحركات الاجتماعية، كتب عدلي مسرحية "جيب"، التي تم عرضها في عام 1946 وتحكي قصة محارب أسود فقد ساقه ويكافح من أجل العثور على وظيفة في مواجهة التمييز والعنف في مسقط رأسه. على الرغم من أن المسرحية نالت الثناء، إلا أنها فشلت في إيجاد صدى لدى الجمهور وأغلقت بعد فترة وجيزة.
كانت المسرحية تعتبر "متقدمة على عصرها" في ذلك الوقت، إذ كشفت عن القضايا العنصرية العميقة في المجتمع والصعوبات التي واجهها بعد الحرب.
ومع مرور الوقت، نُشرت رواية "ظل البطل" لعدلي في عام 1958 وأصبحت آخر أعماله. تحكي هذه المسرحية المكونة من خمسة فصول قصة الأحداث التي أدت إلى الثورة المجرية عام 1956 والقمع الوحشي الذي أعقبها، وهي سجل تاريخي حقيقي يقدم تأملاً مؤثراً في الشجاعة البشرية واليأس في مواجهة الطغيان.
يعتبر أسلوب المسرحية مثالاً مبكراً على "المسرح الحرفي" وأدى في النهاية إلى إطلاق سراح المتظاهرين.
إن عمل أدري ليس مجرد إبداع فني فحسب، بل هو أيضًا مظهر من مظاهر الحركة الاجتماعية. وكان تأثيره على المسرح الطليعي الأمريكي عميقًا، واستمر في كتابة مسرحيات صعبة ومسؤولة اجتماعيًا حتى في الأوقات الصعبة. في نظره، المسرح ليس مجرد ترفيه، بل هو أيضًا مسرح لتعزيز التغيير الاجتماعي والتأمل.
كما وصف عدلي، فإن المسرح هو مكان يتطلب الشجاعة، ويجب على الفنانين أن يتمتعوا بالشجاعة لمواجهة الواقع من أجل جعل الجمهور يفكر حقًا في القضايا المهمة في الحياة. لا يزال هذا الفكر ينطبق حتى يومنا هذا: في مجتمع اليوم، كيف ينبغي للفنانين إعادة تعريف علاقتهم ومسؤوليتهم تجاه العصر؟