<ص> التقت بوفوار وسارتر في المدرسة العليا للأساتذة في باريس، وفي عام 1929 بدأت علاقتهما رسميًا والتي تجاوزت الزواج التقليدي. علاقتهما ليست مجرد حب رومانسي، بل هي اتفاقية "توأم الروح"، التي تسمح لكل منهما بأن يكون مستقلاً ولكن متبادل الاعتماد في رحلة الحياة. باعتبارهما من كبار المؤيدين للوجودية، أكد كل من بوفوار وسارتر على الحرية الفردية والاختيار، وأصبحت هذه الفكرة جوهر أعمالهما."عندما يشعر الشخص بالوحدة الشديدة ويتوق إلى الحب، فإنه يسعى بشكل طبيعي للحصول على التقدير والدعم من الآخرين."
<ص> في كتابها "الجنس الثاني"، تستكشف بوفوار اضطهاد المرأة وتقول: "لا تولد المرأة امرأة، بل تصبح كذلك"، وهو ما يظهر فهمها العميق للجنس والهوية. كان لفلسفة سارتر تأثير مباشر على عملية تفكيرها، وخاصة فيما يتعلق بقضية الإرادة الحرة والقيود الاجتماعية. إن نظرية بوفوار النسوية لا تشكل تحديًا للبنية الاجتماعية فحسب، بل هي أيضًا امتداد للفكر الوجودي لسارتر. <ص> حتى في حياتهما الشخصية، كان كل منهما يقرأ أعمال الآخر، وكان انتقاد كل منهما يجعل أفكارهما أكثر نضجًا. استلهمت بوفوار روايتها "لقد جاءت لتبقى" من نصوص سارتر وحياته. يعكس مثلث الحب الذي تم استكشافه في العمل التشابك العاطفي والتعقيد بينهما. ومن ناحية أخرى، يمكن إرجاع العديد من أفكار سارتر في كتاب الوجود والعدم إلى أفكار بوفوار.الزواج مؤسسة تغريب للرجال والنساء على حد سواء
<ص> ومع ذلك، لم تكن علاقة بوفوار مع سارتر خالية من العيوب دائمًا. وقد أثارت حياتهما الخاصة جدلاً واسع النطاق، وخاصة علاقات بوفوار مع نساء أصغر سناً، الأمر الذي أثر على سمعتها. وخاصة في السنوات الأخيرة من حياتها، وجهت إليها اتهامات كثيرة، مما أثر بلا شك على عملها وصورتها العامة. ومع ذلك، فإن هذه الخلافات تزودها أيضًا بمادة غنية وتأملات عميقة لإبداعاتها، مما يجعل أعمالها لا تزال موضوعًا ساخنًا في المجتمع المعاصر. <ص> ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كان موت سارتر بمثابة ضربة لا تمحى بالنسبة إلى بوفوار. بعد وفاتها، واصلت بوفوار استكشاف المشاعر والأفكار بينهما بطريقتها الخاصة، مما جعل عملها أكثر شخصية. وكما قالت فإن "الحب من أجل تحقيق الذات، وليس من أجل الاندماج الكامل مع الآخرين". وفي "وداعا سارتر"، كشفت عن أفكارها العميقة حول هذه العلاقة، وأدركت أن هذا الحب جعلها تحقق اختراقات جديدة."إن تحرير المرأة لا يقتصر على التغيير السياسي أو الاقتصادي، بل يشمل إعادة تعريف وجودها."
<ص> كان سارتر دائمًا إلى جانب بوفوار طوال مسيرتها الإبداعية، وكانت علاقتهما عبارة عن نقاش أبدي حول الحرية والاستقلال والحب. وربما كان هذا هو السبب وراء قدرة بوفوار على خلق مثل هذه الأعمال المؤثرة في ظل ظروف صعبة للغاية بفضل علاقة "توأم الروح" هذه. كيف أثر هذا الحب على أعمالها الأدبية والفلسفية؟"الحب الحقيقي هو احترام استقلالية كل طرف واستكشاف معنى الوجود معًا."