تم اشتقاق ISO 216 من المعيار الألماني DIN 476، والذي يعتمد على مفهوم بسيط ولكنه ثوري: كل حجم ورق هو نصف حجم الحجم الأكبر التالي، ونسبة العرض إلى الارتفاع لجميع الأحجام هي √2. (تقريبًا يساوي 1.41421). في بداية القرن الماضي، ظهر هذا المعيار نتيجة لاحتياجات تجار القرطاسية في مختلف البلدان والتطور السريع لصناعة الطباعة.
"إن ميزة معيار حجم الورق ISO هي أن نسب الورق تظل كما هي بغض النظر عن تغييرات الحجم، مما يجعل تصميم وإنتاج وتخزين المستندات أكثر كفاءة."
يتضمن ISO 216 ثلاث سلاسل: A وB وC. السلسلة A هي الأكثر شيوعًا، وخاصة الحجم A4، والذي يستخدم على نطاق واسع في المكاتب والمدارس. يتم استخدام السلسلة B بشكل أقل تكرارًا، وخاصةً للتطبيقات التي تتطلب شيئًا أكبر أو أكثر تخصصًا من السلسلة A، في حين أن السلسلة C مخصصة خصيصًا للمظاريف، مما يحمي سلامة الرسالة ويوفر حل تغليف مناسب.
"إن طي قطعة من ورق السلسلة A عند حافتها الأطول سيؤدي إلى الحصول على جزأين بنفس حجم الجزء الأصغر التالي تمامًا. ولا شك أن هذا التصميم من شأنه أن يحسن معدل استخدام الورق."
منذ إنشاء ISO 216 رسميًا في عام 1975، تم اعتماد هذا المعيار بسرعة كبيرة من قبل العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم. حتى الآن، تتبع شركات القرطاسية في جميع بلدان العالم تقريبًا، باستثناء الولايات المتحدة وكندا، هذا المعيار. وهذا لا يعزز التواصل التجاري فحسب، بل يحسن أيضًا كفاءة العمل المكتبي بشكل كبير.
على الرغم من أن ISO 216 هو معيار عالمي، لا تزال هناك بعض الاختلافات الإقليمية في البلدان المختلفة. على سبيل المثال، سلسلة B من المعايير اليابانية وسلسلة D من المعايير الصينية ليست متوافقة تمامًا مع معايير ISO في بعض الجوانب. عادةً ما تكون هذه المعايير الإقليمية عبارة عن تعديلات تستند إلى ثقافات مختلفة واحتياجات عملية. ورغم أنها لا تؤثر على التطبيق العام لمعايير ISO، إلا أنها تعكس تنوع سوق الورق العالمية.
لا شك أن هذا المعيار يواجه تحديات وفرصًا مختلفة في السياقات العالمية والإقليمية. فهل ستؤدي درجة التحول الرقمي المتزايدة في المستقبل إلى تغيير اعتمادنا على المعايير الورقية التقليدية؟ سيتعين علينا الانتظار لنرى.