في العصر الرقمي، أصبحت بيئة الإعلام في كندا مجالًا بحثيًا مقنعًا يستكشف كيف تغير التكنولوجيا بشكل عميق الطريقة التي يعمل بها المجتمع البشري. تؤكد بيئة الإعلام على تأثير وسائل الإعلام والتكنولوجيا وتستكشف آثارها العميقة على الثقافة والسلوك والبنية الاجتماعية والتفاعلات الشخصية. وفي هذه العملية، قدمت لنا مساهمات علماء الإعلام الكنديين، وخاصة هارولد إينيس ومارشال ماكلوهان، خلفية نظرية غنية للمساعدة في فهم تنوع وسائل الإعلام والديناميكيات الاجتماعية الكامنة وراءها.
كان ماكلوهان يعتقد أن "الوسيلة هي الرسالة"، وهي وجهة نظر تتحدى تصورنا لوسائل الإعلام التقليدية وتقودنا إلى التفكير في كيفية تشكيل التقنيات المختلفة لتجربتنا.
خلال القرن العشرين، خضعت البيئة الإعلامية في كندا لتحولات كبيرة. في أعماله، استكشف ماكلوهان بعمق دور وسائل الإعلام المختلفة في عملية نقل المعلومات. وذكر أن "بيئتنا تتغير بسبب التكنولوجيا"، وهذا لا يشير فقط إلى البيئة المادية، بل أيضاً إلى علاقاتنا الاجتماعية وأشكالنا الثقافية. وقد دفع هذا المنظور الباحثين إلى دراسة الترابط المتبادل بين التكنولوجيا والمجتمع بشكل أعمق.
مع تقدم التكنولوجيا، تستمر صيغ الوسائط في التطور. لقد أدى ظهور وسائل التواصل الاجتماعي إلى تمكين المعلومات من التداول بشكل أسرع وتغيير طريقة تواصل الناس. تشير الأبحاث إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لا توفر منصة للتفاعل مع الآخرين فحسب، بل لها أيضًا تأثير عميق على هويتنا ومشاركتنا الاجتماعية. وهذا يجعلنا نبدأ بالتساؤل: كيف يمكن للأفراد أن يظلوا صادقين مع أنفسهم في ظل بيئة إعلامية كهذه؟ذكر ماكلوهان أن "التكنولوجيا المجزأة" التي جلبتها التكنولوجيا قد غيرت عمل البشر وعلاقاتهم، مما أعطى بنيتنا الاجتماعية مظهرًا جديدًا.
إن البيئة الإعلامية الغامضة في كندا لها أيضًا تأثير عميق على التدفق العالمي للمعلومات. وفي هذا الصدد، ومن خلال التغيرات السياسية، وصعود الحركات الاجتماعية والتغيرات في السلوك الفردي، لم تعد كندا أحد مراكز البحوث الإعلامية فحسب، بل أصبحت أيضا محركا للتغيير التكنولوجي والاجتماعي العالمي. مع إدخال الهواتف الذكية إلى الأسر الكندية، تغيرت هياكل الأسرة نفسها، مما يدل على كيف تعمل التكنولوجيا على إعادة تشكيل ديناميكيات الأسرة والمجتمع.
تركز بيئة الإعلام في كندا على تطوير فهم شامل لكيفية تأثير وسائل الإعلام على حياتنا اليومية. على سبيل المثال، تشير وجهة نظر ماكلوهان إلى أن الضوء الكهربائي كوسيط ليس مجرد أداة إضاءة، بل إنه أيضًا وسيط يحفز التفاعل الاجتماعي. ويحدد استخدامه الفعلي كيفية رؤيتنا لهذه التكنولوجيا واستخدامنا لها. وهذا يثير العلاقة الجدلية بين وسائل الإعلام والبيئة: فكل وسيلة ليست مجرد ناقلة للمعلومة، بل هي أيضا قوة مهيمنة تؤثر على السلوك.وكما قال جريفين وآخرون: "إن إدخال الهاتف الذكي إلى المنزل لم يؤد إلى إنشاء أسرة بها هاتف ذكي فحسب؛ بل أدى إلى تغيير تكوين الأسرة بشكل أساسي".
في هذه الثورة في تكنولوجيا الإعلام، يواصل العلماء الكنديون استكشاف بناء دراسات الاتصال ومواكبة احتياجات المجتمع وتطوره. وفي السنوات الأخيرة، كان التركيز منصبا على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وظهور الواقع الافتراضي، والمناقشات حول أخلاقيات البيانات. ولا تقتصر هذه المناقشات على البحث الأكاديمي فحسب، بل تتطرق أيضًا إلى جميع مستويات المجتمع، وخاصة العلاقة بين وسائل الإعلام والسلطة.
بالنظر إلى أبعد من ذلك، ومع استمرار التقدم التكنولوجي، كيف ستستجيب بيئة الإعلام للتحديات المستقبلية؟ في العصر الرقمي سريع التغير، كيف ينظر الأفراد إلى هذه التغييرات ويتكيفون معها؟