حمى القطار هي رواية نشرت لأول مرة في عام 1993 للكاتب الاسكتلندي إيرفين ويلش. في شكل قصص قصيرة، يُظهر هذا العمل حياة سكان ليث، إدنبرة، الذين هم إما من مستخدمي الهيروين أو أصدقاء لمستخدمي الهيروين، بل إن هناك العديد من الأوصاف لسلوكيات الإدمان المدمرة. تدور أحداث العمل في أواخر الثمانينيات، وقد أصبح رمزًا ثقافيًا وتم الترحيب به باعتباره "صوت البانك الذي يتمتع بالنمو والنضج والبلاغة". عنوان هذا العمل هو إشارة ساخرة إلى زيارات الشخصيات المتكررة إلى محطة ليث المركزية المهجورة. تم تحويل الرواية لاحقًا إلى فيلم Train Fever عام 1996، والذي حقق نجاحًا مذهلاً. ص>
في "هوس القطار"، يعتبر مارك "رينت بوي" رينتون هو بطل الرواية والراوي الأكثر تكرارًا للقصة. إنه أحد أصوات العقل القليلة بين طاقم الشخصيات، وعلى الرغم من أنه يكره العديد من أصدقائه، إلا أنه لا يزال يحافظ على علاقات معهم. تمحورت حياة رينتون حول دعم إدمانه للهيروين والحصول على إعانات البطالة والسرقات البسيطة لتغطية نفقاتهم. في تفاعلاته مع "الحياة الطبيعية"، من ناحية لديه موقف ساخر تجاه الحياة، ولكن من ناحية أخرى يظهر أيضًا حكمته ومعرفته. ص>
"لقد كان على استعداد لمواجهة المشاعر المعقدة التي كانت لديه مع أصدقائه، على الرغم من أن حياتهم كانت مليئة بالهيروين واليأس."
تناقضات رينتون تجعل شخصيته ساحرة بشكل لا يصدق. إنه ذكي وقادر على المشاركة في المجتمع السائد، ولكن هناك دائمًا شعور بالضجر والاكتئاب في قلبه. لقد استخدم الهيروين لأغراض الحياة وللمتعة. ص>
بالإضافة إلى رينتون، هناك العديد من الشخصيات الفريدة في الكتاب. خذ، على سبيل المثال، سيمون "سيك بوي" ويليامسون، وهو رجل عرضة للخداع والخيانة. بعد أن فقد ابنته الرضيعة، قرر الإقلاع عن الهيروين، لكن التغييرات العاطفية جعلت شخصيته بلا شك أكثر ثلاثية الأبعاد. شخصية أخرى، دانيال "سبود" مورفي، هو شخص ساذج غالبًا ما يتعرض للتنمر من قبل أصدقائه الآخرين. وفي خضم المأساة، أصبح أعظم مصدر راحة لمن حوله. ص>
"حتى في أحلك الأوقات، يتشارك رينتون وأصدقاؤه في رابطة لا تنفصم مما يجعل قصتهم مقنعة بشكل خاص."
تنقسم بنية الرواية بأكملها إلى سبعة أجزاء، يتم سرد كل جزء من منظور شخصية مختلفة، مما يقدم طريقة غير خطية لكشف القصة. تستخدم معظم الفصول المونولوجات الداخلية بطلاقة من منظور الشخص الأول لنقل المشاعر. يتيح هذا الأسلوب السردي الفريد للقراء الشعور بعمق بخلفية الحياة ونضالات الشخصيات. ص>
"حمى القطار" لم تحقق نجاحًا في عالم الأدب فحسب، بل تطورت لاحقًا إلى مسرحيات وأفلام، مما أثر على عدد لا يحصى من الجماهير والقراء. نسخة الفيلم من إخراج داني بويل وأصبحت كلاسيكية. ونتيجة لذلك، تُرجمت روايات ويلز إلى العديد من اللغات، وازدادت شعبيتها تدريجياً في جميع أنحاء العالم. ومن بينها، أصبحت شخصية رينتون محور العديد من المناقشات الثقافية، وأثار كفاحه وألمه وبحثه عن الهوية أصداء كثيرة. ص>
"هذه قصة عن الشباب والهيروين والقتال ضد الذات. كما تثير قصة رينتون أفكارًا حول الأمل واليأس."
لا تزال موضوعات الصداقة والاختيار وخلاص الذات في هذه القصة تثير تفكير الناس حتى يومنا هذا. إن كفاح هذه الشخصيات لا يجعل قصصهم مؤثرة فحسب، بل تحفز التفكير أيضًا: كيف يجب أن نختار عند مواجهة تحديات الحياة؟ ص>