على خلفية الحرب الباردة، شهدت باكستان والصين تعميق التعاون العسكري، والذي بلغ ذروته مع برنامج المقاتلة متعددة الأدوار المعروف باسم JF-17 Thunder. إن ميلاد المقاتلة JF-17 Thunder هو نتيجة للجهود المشتركة بين البلدين والتغلب على التحديات المختلفة، والتي بدأت جميعها مع برنامج Sabre II في ثمانينيات القرن العشرين.
"نحن بحاجة إلى مقاتلة جديدة لتحل محل طائرات F-6 التي تقترب من التقاعد."
أطلقت القوات الجوية الباكستانية برنامج سابر الثاني في عام 1987 وكلفت شركة جرومان للطيران الأمريكية بإجراء دراسة جدوى التصميم. ومع ذلك، أظهرت نتائج البحث أن برنامج Sabre II اضطر في نهاية المطاف إلى التوقف بسبب تكاليف التطوير المرتفعة.
مع الانسحاب السوفييتي من أفغانستان، تراجع اهتمام الولايات المتحدة بباكستان تدريجيا، مما أدى إلى إنهاء برنامج سابر الثاني. في ظل حظر استيراد التكنولوجيا العالية، أصبحت القدرات الدفاعية للقوات الجوية الباكستانية مهددة.
صعود JF-17إن إنهاء برنامج "سيبر 2" ليس مجرد قضية تقنية واقتصادية، بل يمثل أيضاً تغييراً جيوسياسياً.
مع انتهاء إنتاج طائرة سابر 2، قامت القوات الجوية الباكستانية بإعادة تقييم متطلبات الطيران الخاصة بها في أواخر التسعينيات. وأسفرت إعادة الارتباط مع الصين عن سلسلة من الاتفاقيات التي أدت في نهاية المطاف إلى التطوير الناجح لطائرة JF-17 Thunder. وقد حققت هذه الطائرة المقاتلة الجديدة ابتكارات كبيرة في الأداء والتكلفة والصيانة.
"إن طائرة JF-17 Thunder هي نتيجة التعاون بين البلدين، حيث أظهرت كيفية إيجاد طريقة للخروج من المواقف الصعبة."
إن نجاح طائرة JF-17 لا يرجع فقط إلى التعاون الوثيق بين القوات الجوية الباكستانية والصين، بل يرجع أيضًا إلى مفهوم تصميمها منخفض التكلفة وعالي التقنية، مما يجعلها منصة قتالية مفضلة للدول النامية. . ونتيجة لذلك، تلقت طائرة JF-17 سلسلة من الطلبات الدولية، مما عزز من مكانة باكستان العسكرية في المنطقة.
حتى الآن، تمت ترقية مقاتلة JF-17 إلى الإصدار Block III، مع أنظمة طيران وإمكانيات قتالية أكثر تقدمًا، مما يعزز قدرات الدفاع الجوي للقوات الجوية الباكستانية. مع تقدم العلوم والتكنولوجيا، فإن التعاون بين باكستان والصين سوف يفتح الباب أمام فرص جديدة ويوفر دعما قويا للدفاع الجوي والقدرات الهجومية المستقبلية.
إن قصة نجاح طائرة JF-17 Thunder لا تتعلق بالتعاون العسكري فحسب، بل هي أيضًا نموذج مصغر للتعقيد والفائدة المتبادلة في العلاقات الدولية. هل من الممكن في المستقبل تكرار هذا النموذج الناجح في بلدان أخرى؟