في المجتمع الحديث، أصبح استهلاك الكحول جزءًا من الحياة اليومية لكثير من الناس. ومع ذلك، عندما نتحدث عن استهلاك الكحول، من الضروري التمييز بين مفهومين مختلفين هما "الاعتماد على الكحول" و"إساءة استخدام الكحول". تم تصنيف الاعتماد على الكحول باعتباره اضطراب تعاطي الكحول بموجب أحدث نسخة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، وهو التحول الذي يساعد المهنيين على تحديد المشاكل ذات الصلة وعلاجها بشكل أكثر دقة.
يتجلى الاعتماد على الكحول بشكل رئيسي في شكل اعتماد الفرد على الكحول من الناحية الفسيولوجية أو النفسية. في DSM-IV، يمكن تشخيص الشخص بأنه معتمد على الكحول إذا استوفى ثلاثة أو أكثر من المعايير السبعة التالية خلال فترة 12 شهرًا:
التسامح
أعراض الانسحاب أو متلازمة الانسحاب من الكحول المحددة سريريًا
استخدم لفترة أطول أو بكميات أكبر من المقصود أصلاً
الرغبة الشديدة المستمرة أو الجهود غير الناجحة للحد من تعاطي الكحول
قضاء الكثير من الوقت في الحصول على الكحول أو التعافي من آثار الكحول الأنشطة الاجتماعية والمهنية والترفيهية المهجورة أو المقلصة بسبب تعاطي الكحول
الاستمرار في تعاطي الكحول على الرغم من معرفة الأضرار المرتبطة به
لا يعاني جميع المرضى الذين يستوفون المعايير التشخيصية للاعتماد على الكحول من الاعتماد الجسدي. بحسب التعريفات المهنية فإن جوهر الاعتماد على الكحول يكمن في وجود التسامح وأعراض الانسحاب، في حين يشير تعاطي الكحول إلى المواقف التي لا تتحقق فيها هذه الأعراض الفسيولوجية. تتفق العديد من التعريفات الطبية على أن الاعتماد على الكحول يشير إلى الكحول على وجه التحديد، في حين أن تعاطي الكحول قد ينطوي على مجموعة متنوعة من المواد المسببة للإدمان. وهذا يجعل من الممكن للمرضى المعتمدين على الكحول أن يتعلموا من جديد كيفية التحكم في سلوكهم في الشرب من خلال التعلم الاجتماعي، في حين يتعين على مدمني الكحول عادة الامتناع عن الشرب تماما.
لتحديد اضطراب تعاطي الكحول بشكل فعال، يستخدم المتخصصون في الرعاية الصحية الآن بشكل شائع اختبار AUDIT (اختبار تحديد اضطراب تعاطي الكحول). تعتبر أداة الفحص هذه واحدة من أكثر الطرق دقة لتحديد تعاطي الكحول المحتمل. وفي الوقت نفسه، يعد استبيان CAGE أيضًا طريقة فحص مستخدمة على نطاق واسع. تساعد أدوات الفحص هذه الأطباء على إجراء تقييم أولي لعادات الشرب لدى مرضاهم وتوجيه خطط العلاج الخاصة بهم بشكل أكبر.
أعراض الانسحاب عندما يتوقف الأشخاص المدمنون على الكحول فجأة عن الشرب أو يقللون من شربهم، فإنهم غالبًا ما يعانون من أعراض الانسحاب، والتي قد تتراوح من خفيفة إلى شديدة، اعتمادًا على عادات الشرب لدى الفرد والعوامل الفسيولوجية والنفسية. تشمل بعض أعراض الانسحاب الشائعة ما يلي:القاصر:
الغثيان
القيء
زيادة معدل ضربات القلب
ارتفاع ضغط الدم
التعب
آلام الجسم/الرعشة
القلق/الانفعال/الاكتئاب/الأرقشديدة:
القيء
أزمة ارتفاع ضغط الدم
النوبات/الرعشة
الهلوسة/الأوهام
الجفاف
حمى/قشعريرة
تقلبات المزاج فقدان الشهية
وفقا للإحصائيات، فإن حوالي 12% من البالغين الأميركيين واجهوا مشاكل الاعتماد على الكحول، في حين تقدر هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة أن حوالي 9% من الرجال و4% من النساء يظهرون علامات الاعتماد على الكحول.
تشير بعض الدراسات إلى أنه قد تكون هناك عوامل خطر وراثية للاعتماد على الكحول، مما يجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للاعتماد على الكحول.
في نهاية المطاف، فإن فهم الاعتماد على الكحول وإساءة استخدامه لا يقتصر على التشخيص الطبي فحسب، بل يتعلق أيضًا بالعوامل النفسية الاجتماعية. هل يستطيع الأشخاص تحديد تعاطيهم للكحول بشكل دقيق وطلب المساعدة المناسبة؟