جينات متنوعة واستجابات غير متوقعة: لماذا يستجيب بعض الأشخاص بشكل مختلف للغاية للكلاجادين؟

مع التطور السريع للطب الحديث والطلب على الطب الشخصي، أصبح تأثير الجينات على استجابة الدواء موضوعًا بحثيًا ساخنًا. ومن بينها، اجتذبت تباينات إنزيم السيتوكروم P450 2C19 (CYP2C19 باختصار) اهتماما واسع النطاق في المجتمع العلمي لأن هذا الإنزيم لديه تباين نادر في 15% إلى 20% من الآسيويين، مما يجعل هؤلاء الأشخاص يستجيبون للأدوية المستخدمة بشكل شائع بنتائج مختلفة تماما.

يعتبر CYP2C19 أحد أهم إنزيمات استقلاب الأدوية في الكبد، وهو المسؤول عن استقلاب ما لا يقل عن 10% من الأدوية السريرية.

تؤدي تعدد الأشكال الجينية في هذا الإنزيم إلى اختلافات فردية في القدرة على استقلاب الأدوية، مما قد يؤدي إلى استجابات غير متوقعة لدى المرضى عند تلقي العلاج الدوائي. على سبيل المثال، يعتمد دواء كلوبيدوجريل المضاد للصفيحات المستخدم بشكل شائع على CYP2C19 بشكل خاص. يعتبر كلاجيرتين في حد ذاته دواءً مساعدًا يجب تحويله إلى شكل نشط من خلال التمثيل الغذائي بواسطة CYP2C19 لممارسة فعاليته. وهذا يعني أن الأشخاص الذين يحملون طفرة CYP2C19 قد لا يحققون التأثير العلاجي المتوقع بسبب انخفاض القدرة الأيضية، وقد يزيدون حتى من خطر الإصابة بالأحداث القلبية الوعائية الكبرى.

وأشارت الدراسة إلى أن الطفرات مثل CYP2C19*2 وCYP2C19*3 من شأنها أن تقلل من فعالية الكلاغادين، كما زاد الخطر النسبي للأحداث القلبية الوعائية لدى هؤلاء المرضى بمقدار 1.53 إلى 3.69 مرة مقارنة بالمرضى الذين لم يحملوا الطفرة الجينية.

على وجه التحديد، يحتوي جين CYP2C19 على اختلافات متعددة تؤثر على القدرة على استقلاب الأدوية. الأكثر شيوعًا هو CYP2C19*1 (النوع البري)، وهو أمر طبيعي عادةً. على النقيض من ذلك، يعتبر CYP2C19*2 وCYP2C19*3 من أليلات فقدان الوظيفة، مما يؤدي إلى انخفاض القدرة الأيضية، في حين أن CYP2C19*17 هو أليل اكتساب الوظيفة، مما يؤدي إلى زيادة نشاط الإنزيم. وهذا يعني أن المرضى الذين لديهم أنماط جينية مختلفة قد يختبرون استجابات دوائية مختلفة تمامًا عند تلقي نفس العلاج الدوائي. وتسلط النتائج الضوء على قيمة علم الصيدلة الجينية، الذي يسمح لمقدمي الرعاية الصحية بتصميم خطط الأدوية على أساس النمط الجيني للمريض لتحسين الفعالية وتقليل الآثار الجانبية. على سبيل المثال، بالنسبة للمرضى الذين يعانون من متغيرات CYP2C19*2 أو *3، قد يفكر الأطباء في استخدام أدوية أخرى مضادة للصفيحات لا تعتمد على استقلاب CYP2C19، مثل تيكاجريلور، لتحقيق تأثيرات علاجية أفضل.

أفادت دراسة أجريت عام 2021 أن تيكاجريلور كان له فعالية أفضل من كلاجادين في المرضى الذين يعانون من خلل في CYP2C19.

ومع ذلك، بالنسبة للمرضى الذين يحملون متغير الجين CYP2C19*17، على الرغم من أن هذا المتغير يساعد على زيادة معدل الأيض وزيادة الاستجابة لبعض الأدوية، فإنه قد يسبب أيضًا آثارًا جانبية غير مرغوب فيها. على سبيل المثال، قد لا تكون الجرعات العالية من الأدوية المضادة للاكتئاب فعالة مع هؤلاء المرضى وبالتالي تتطلب مراقبة أكثر دقة وتعديلات للجرعات.

قد يكون لدى الأشخاص المختلفين ردود فعل مختلفة تمامًا تجاه الأدوية بسبب النمط الجيني المختلف لديهم. يُرى هذا بشكل متكرر في التجارب السريرية، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث في الآليات الأساسية لهذه الاختلافات لفهم تأثيرها على عمل الدواء بشكل أفضل. إذا كان أحد المتغيرات الجينية قد يكون السبب وراء عدم قدرة بعض المرضى على الاستجابة بشكل فعال للأدوية، فكيف ينبغي لنا أن نعدل استراتيجياتنا الدوائية لتلبية احتياجات المرضى المختلفين؟

Trending Knowledge

من الكبد إلى الدواء: ماذا تكشف عملية التحول المعجزة لـCYP2C19؟
في جسم الإنسان، يعتبر CYP2C19 إنزيمًا مهمًا ينتمي إلى عائلة السيتوكروم P450 وهو المسؤول بشكل أساسي عن استقلاب الدواء. يتواجد هذا الإنزيم في الكبد ويلعب دورًا حيويًا في عملية تحويل العديد من الأدوية. ل
ل تعلم كيف يؤثر الاختلاف الجيني في CYP2C19 على عملية التمثيل الغذائي للدواء الخاص بك
في الوقت الحاضر، يولي المجتمع الطبي المزيد والمزيد من الاهتمام لتطوير الطب الشخصي، وخاصة في مجال استخدام الأدوية. يلعب إنزيم CYP2C19 الموجود في جسم الإنسان دورًا مهمًا في استقلاب العديد من الأدوية، وق

Responses