تعتمد قدرات القيادة الذاتية الحالية لشركة تسلا بشكل أساسي على نظام مساعدة السائق المتقدم (ADAS)، والذي تطلق عليه نظام "القيادة الآلية". على الرغم من أن هذا النظام يسمح للمركبة بقيادة نفسها في ظل ظروف معينة، إلا أنه لا يزال يتطلب الإشراف الكامل من قبل السائق. وفقًا لتعريف SAE International، هذا هو الاستقلال الذاتي من المستوى 2، وليس الاستقلال الذاتي الكامل (المستوى 5). وقد تسبب هذا في جدال حاد حول مصطلحي "القيادة الآلية" و"القيادة الذاتية الكاملة". تتمثل رؤية ماسك في تحقيق وظيفة القيادة الذاتية للمركبات بشكل كامل بحلول عام 2030، إلا أن موثوقية هذا التوقع كانت موضع تساؤل من قبل العديد من الخبراء. منذ عام 2013، توقع ماسك عدة مرات أن تيسلا ستحقق قدرات القيادة الذاتية الكاملة خلال العام إلى الثلاثة أعوام المقبلة. لكن حتى الآن لم يتحقق هذا التوقع.إن تحقيق السيارات ذاتية القيادة لا يشكل تحديًا تقنيًا فحسب، بل يمثل أيضًا اعتبارًا قانونيًا وأخلاقيًا.
لقد خضع نظام Autopilot الخاص بشركة Tesla لتحديثات متعددة للأجهزة والبرامج منذ إطلاقه لأول مرة في عام 2014. واعتمدت النسخة الأولية بشكل كبير على تقنية Mobileye، ولكن بعد انتهاء الشراكة في عام 2016، بدأت Tesla في تطوير نظام الأجهزة الخاص بها. في عام 2016، اعتُبر إطلاق نظام القيادة الآلية المعزز (EAP) والقيادة الذاتية الكاملة (FSD) خطوة مهمة نحو القيادة الذاتية الكاملة."يتساءل العديد من مراقبي الصناعة عن اعتماد شركة تسلا على مختبري المستهلكين غير المدربين للتحقق من ميزات الإصدار التجريبي، معتبرين ذلك أمرًا خطيرًا وغير مسؤول."
بحلول عام 2024، تزعم شركة تسلا أن إصدارها FSD قد حقق أداءً أعلى، لكن قبول المستهلك يظهر اتجاهًا نزوليًا. وقال ماسك إنه في المستقبل القريب، من المرجح أن يستمر FSD في التطور من خلال تحديثات السحابة.
"العديد من مشتري السيارات غير راضين عن زيادة أسعار FSD، مما يجعلهم يشككون في الوعود التي قدمها ماسك."
توقع ماسك في عام 2015 أن قدرات القيادة الذاتية الكاملة ستكون متاحة بحلول عام 2018، لكنه منذ ذلك الحين أرجأ هذا الجدول الزمني عدة مرات، وكان أحدث توقع هو نهاية عام 2023. وقد أثارت التأخيرات المستمرة شكوكًا واسعة النطاق من جانب المستهلكين ووسائل الإعلام، وحتى المسؤولين في إدارة المركبات الآلية في كاليفورنيا قالوا إن تعليقات ماسك لا تتطابق في كثير من الأحيان مع حقائق الهندسة.
في رأي العديد من الخبراء، فإن تحقيق هدف تسلا في القيادة الذاتية الكاملة يعتمد على التقدم في مجال البرمجيات أكثر من الاختراقات في مجال الأجهزة. وأكد ماسك بصراحة أن قدرة السيارة على القيادة الذاتية محدودة بسبب تطوير البرمجيات، وقال إنه يتم تدريب حاسوب فائق يسمى "دوجو" لتحسين أداء الذكاء الاصطناعي.
وبحسب المعلومات، تعتمد تقنية القيادة الذاتية من تسلا على البيانات السلوكية لأكثر من 6 ملايين سائق تسلا، وقد قطعت أكثر من ثلاثة مليارات ميل على الطرق العامة. ومع ذلك، بالمقارنة مع الشركات الأخرى، فإن أسلوب التدريب الخاص بشركة تسلا يركز بشكل أساسي على سلوك القيادة لدى المستهلكين بدلاً من سائقي الاختبار المحترفين. ونتيجة لهذه الاستراتيجية، تقترب سيارة FSD من Tesla من الناحية الفنية من قدرات القيادة الذاتية الكاملة، ولكن في التطبيقات العملية، لا تزال تواجه العديد من القيود. وبحسب التقييم، أفاد العديد من مالكي سيارات تسلا أنهم ما زالوا بحاجة إلى التدخل في القيادة بشكل متكرر عند استخدام وظيفة FSD، وهو ما يدل على أن التكنولوجيا الحالية لم تصل إلى مستوى القيادة الذاتية الكاملة.إن تحقيق القيادة الذاتية الكاملة يمثل قيدًا على البرمجيات، ولكن البنية التحتية للأجهزة متاحة بالكامل.
على الطريق أمامنا، هل ستتمكن تسلا من التغلب على هذه التحديات وتحقيق السيارة ذاتية القيادة بالكامل التي تنبأ بها ماسك؟