في الغابات المطيرة الاستوائية الكثيفة، أصبحت أشجار فصيلة Dipterocarpaceae محط اهتمام عدد لا يحصى من الناس بسبب وضعيتها الطويلة والرشيقة. تتواجد هذه الفصيلة التي تضم 22 جنسًا وحوالي 695 نوعًا بشكل رئيسي في الغابات الاستوائية المنخفضة، بما في ذلك شمال أمريكا الجنوبية وأفريقيا والهند والمنطقة، بالإضافة إلى إندونيسيا وماليزيا والفلبين. وخاصة في بورنيو، تقدم فصيلة Dipterocarpaceae تنوعها الأكبر.
هذه الأشجار لا تشكل جزءًا مهمًا من النظام البيئي فحسب، بل تشكل أيضًا مصدرًا مهمًا للأخشاب للتجارة.
الجنس الأكثر شهرة من فصيلة Dipterocarpaceae هو Shorea، الذي يضم 196 نوعًا، يليه Hopea، وDipterocarpus، وVatica. يبلغ ارتفاع هذه الأشجار عادة ما بين 40 إلى 70 متراً، ويصل ارتفاع بعض الأنواع إلى أكثر من 80 متراً؛ وأطول فرد حي معروف هو شجرة Shorea faguetiana التي يبلغ ارتفاعها 93 متراً، والمعروفة باسم Menara، والتي تعني "ندفة الثلج" باللغة الملايوية.
ومع ذلك، تواجه هذه الأنواع من الأشجار تحديات خطيرة بسبب قطع الأشجار بشكل غير قانوني وتحويل الموائل. أصبحت العديد من أنواع الفصيلة Dipterocarpaceae مهددة بالانقراض في العديد من المناطق بسبب الإفراط في قطع الأشجار والقطع غير القانوني وتغيير الموائل. وبحسب الأبحاث فإن الخشب والزيوت الأساسية والراتنجات والموارد الأخرى لهذه الأشجار ذات قيمة اقتصادية كبيرة، لكن القضايا البيئية تظهر تدريجياً أيضاً ولا يمكن تجاهل أهميتها.
تعد الأشجار في هذه العائلة ذات أهمية حيوية ليس فقط للنظم البيئية المحلية ولكن أيضًا لسوق الأخشاب العالمية.
يمكن تقسيم الأشجار في عائلة Dipterocarpaceae إلى فئتين: دائمة الخضرة ونفضية، وقادرة على التكيف مع بيئات مختلفة. في تايلاند، تنمو هذه الأشجار على ارتفاعات تتراوح بين مستوى سطح البحر إلى 1300 متر في غابات الديبتروكارب المنخفضة وعلى طول ضفاف الأنهار. وتظهر الدراسة أن عائلة Dipterocarpaceae كانت تهيمن على الغابات المطيرة المنخفضة في بورنيو منذ ملايين السنين.
باعتبارها أحد أنواع الأشجار الرئيسية في جنوب شرق آسيا، تمت دراسة الخصائص البيئية وحالة الحفظ لشجرة Dipterocarpaceae على نطاق واسع.
على سبيل المثال، استخدم بعض الباحثين نماذج توزيع الأنواع لتحليل تأثير تغير المناخ واستخدام الأراضي على الفصيلة Dipterocarpaceae في الفلبين. وأظهرت النتائج أن أنماط الغطاء الأرضي الحالية أدت إلى خفض توزيع الأنواع بنسبة 67%، في حين أدى تأثير تغير المناخ إلى خفض توزيع الأنواع بنسبة تتراوح بين 16% إلى 27%. وهذا يعني أن تحسين تخطيط المناطق المحمية أمر ضروري لتوفير ملاذات آمنة لهذه الأنواع المهددة بالانقراض من الأشجار.
وفي منطقة بورباشال في بنغلاديش، أجريت دراسة أخرى على نوع مهدد بالانقراض من أشجار الديبتروكارب. وأظهر التحليل أن الموائل المناسبة لأنواع الأشجار سوف تنخفض بنسبة تتراوح بين 21 إلى 28 في المائة نتيجة لتغير المناخ. وتشير هذه النتائج إلى أن مستقبل الفصيلة Dipterocarpaceae يتطلب قدرًا كبيرًا من الاهتمام والعمل.
يعتبر قطع الأشجار غير القانوني أحد التهديدات الرئيسية التي تواجه الفصيلة Dipterocarpaceae. مع توسع الطلب العالمي على الأخشاب، أصبح قطع الأشجار غير المنظم متفشياً بشكل متزايد، وخاصة في الغابات المطيرة الاستوائية في جنوب شرق آسيا. ونظراً للقيمة الاقتصادية العالية لهذه الأشجار، فإن قطعها بشكل غير قانوني يؤدي إلى تقليص أعدادها وأنماط توزيعها.
وأمام هذا التحدي، أصبح التعاون بين الحكومات المحلية والمنظمات غير الحكومية خيارا ضروريا.
إن إنفاذ القانون بشكل أقوى وزيادة الوعي المجتمعي بشأن الاستخدام المستدام لموارد الأشجار هي الحلول الرئيسية. على سبيل المثال، من خلال تعزيز برامج إدارة الغابات المجتمعية وممارسات الغابات المستدامة، يمكننا الحد من الأنشطة غير القانونية والمساعدة في حماية هذه الأشجار ونظمها البيئية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز الطلب في السوق على الخشب ذي المصدر المستدام يشكل أيضًا أحد الحلول. أصبح المستهلكون أكثر وعياً بقضايا المنشأ ولديهم القدرة على تقليل الطلب على الأخشاب المقطوعة بشكل غير قانوني إذا أعطوا الأولوية للقيمة الاقتصادية والبيئية للأخشاب التي يشترونها.
تلعب أنواع أشجار Dipterocarpaceae دورًا لا يتجزأ في النظم البيئية، ولكنها تواجه تحديات متزايدة مثل قطع الأشجار غير القانوني وتدمير الموائل. إن جهود الحفاظ على البيئة في المستقبل سوف تحتاج إلى دمج جهود كافة قطاعات المجتمع. وبهذه الطريقة فقط يمكن الحفاظ على المساحة المعيشية لهذه الأشجار الجميلة المهددة بالانقراض. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكننا تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة مع حماية هذه الأنواع الثمينة من الأشجار؟