تواجه مصر لحظة حاسمة في تحول الطاقة، حيث تعمل البلاد على إعادة تشكيل نظامها الكهربائي لتلبية الطلب المتزايد وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تخضع إدارة الطاقة في مصر لسيطرة وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، وهي الهيئة المسؤولة عن توليد ونقل وتوزيع الكهرباء في البلاد منذ إنشائها في عام 1964. مع تزايد التركيز العالمي على الطاقة المتجددة، تعمل مصر على تحسين استدامة إمدادات الكهرباء من خلال مشاريع مختلفة.
مصر هي موطن سد أسوان الشهير، وهو سد ضخم لا يعمل على تخزين المياه فحسب، بل يحتوي أيضًا على مرافق توليد الكهرباء. ولا يعد السد مصدرًا ثمينًا للطاقة بالنسبة للبلاد فحسب، بل يُنظر إليه أيضًا على أنه ضمانة لإمدادات الكهرباء المستقرة. من أجل تحسين مرونة وموثوقية نظام الطاقة الخاص بها، تخطط مصر لبناء محطة للطاقة النووية.
"إن منظومة الكهرباء في مصر تمر بمرحلة تحول كبرى، ليس فقط لتنويع مصادر الطاقة، بل وأيضاً لضمان أمن الطاقة في المستقبل."
وفي حين تسعى مصر إلى المضي قدماً في مجال الطاقة المتجددة، فإنها تسعى أيضاً بنشاط إلى جذب الاستثمارات الأجنبية. وضعت الحكومة عددا من الحوافز لجذب مشاركة القطاع الخاص في مشاريع الطاقة المتجددة، بهدف أن تشكل الطاقة المتجددة ما يقرب من 42% من مزيج الطاقة في البلاد بحلول عام 2030. وتشمل هذه التدابير أسعارًا تفضيلية للكهرباء وإجراءات موافقة إدارية مبسطة.
بالإضافة إلى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تعمل مصر أيضًا على تعزيز استخدام طاقة الكتلة الحيوية. ولن تساعد هذه الاستراتيجية المتنوعة للطاقة على زيادة مصادر الطاقة المحلية فحسب، بل ستعمل أيضًا على تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد، مما يعزز الاستقلال الاقتصادي والاستقرار بشكل أكبر.بالإضافة إلى ذلك، يعمل قطاع الطاقة في مصر مع المنظمات الدولية لتعزيز القدرات التقنية للبلاد في مجال نشر الطاقة المتجددة من خلال نقل التكنولوجيا والتدريب المهني. ولن يساعد هذا في تحسين كفاءة الإنتاج فحسب، بل سيخلق أيضًا المزيد من فرص العمل ويساعد المجتمعات المحلية في الحصول على مصدر دخل أكثر استقرارًا. إن الإصلاحات التي أجرتها مصر في مجال إدارة الطاقة ليست مصادفة، بل هي جزء من استراتيجية طويلة الأجل. ومع تزايد وضوح تأثير تغير المناخ العالمي، تستغل البلاد الطاقة المتجددة كفرصة لتصبح مركزًا لتوريد الطاقة الإقليمية في أفريقيا، وهو ما سيوفر زخمًا أكبر للتعاون في مجال الطاقة والنمو الاقتصادي في جميع أنحاء القارة."إن إمدادات الطاقة في المستقبل ينبغي أن تكون نظاماً متنوعاً ومستداماً قادراً على الصمود في وجه عدم استقرار سوق الطاقة العالمية."
ومع تقدم هذه الجهود، فإن منظومة الطاقة في مصر لن تعتمد في المستقبل على مصدر واحد للطاقة فحسب، بل ستتجه نحو اتجاه متنوع وصديق للبيئة وفعال. وهذا لا يلبي احتياجات مصر المحلية فحسب، بل ويعزز قدرتها التنافسية في قطاع الطاقة العالمي.إن مستقبل مصر سوف يعتمد على نجاح تحولها إلى دولة رائدة في مجال الطاقة المتجددة.
ولكن هل كل هذه الجهود كافية لضمان استقلال مصر وأمنها في مجال الطاقة على المدى الطويل؟