الإريثروبويتين (EPO) هو جليكوبروتين سايتوكين تفرزه الكلى والذي يحفز في المقام الأول إنتاج خلايا الدم الحمراء، وهي العملية المعروفة باسم تكون الدم. إن إفراز هرمون الإريثروبويتين هو استجابة لنقص الأكسجين في الجسم. فعندما يشعر الجسم بنقص الأكسجين، تفرز الكلى هرمون الإريثروبويتين لتعزيز إنتاج خلايا الدم الحمراء في نخاع العظام.
على الرغم من أن الوظيفة الأساسية للإريثروبويتين هي تعزيز تكوين خلايا الدم الحمراء، فقد أظهرت الدراسات أن له العديد من التأثيرات غير المكونة للدم. ستمنحك هذه المقالة نظرة متعمقة على الأدوار المتعددة التي يلعبها هرمون الإريثروبويتين وتتحدى حكمتك التقليدية حول وظيفته.
في ظل الظروف الفسيولوجية الطبيعية، يبقى تركيز الإريثروبويتين عند مستوى منخفض، ولكن في مواجهة ظروف مثل نقص الأكسجين أو فقر الدم، يمكن أن يرتفع تركيزه إلى قيمة الذروة.
الإريثروبويتين ضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء. عندما يكون الجسم في حالة نقص الأكسجين، تقوم الخلايا الخلالية في الكلى بتصنيع إريثروبويتين بسرعة، مما يدفع أسلاف خلايا الدم الحمراء والخلايا السلفية إلى الدخول في عملية التمايز. يرتبط الإريثروبويتين بشكل أساسي بمستقبل الإريثروبويتين على سطح الخلايا السلفية للكريات الحمراء، وبالتالي يقوم بتنشيط سلسلة من مسارات الإشارة لتعزيز تكاثر وبقاء كريات الدم الحمراء.
يمكن أن يعزز الإريثروبويتين بقاء مجموعة متنوعة من خلايا السلائف الكريات الحمراء ويقلل من موت الخلايا المبرمج، وبالتالي ضمان الإنتاج الكافي من كريات الدم الحمراء.
آلية عمل الإريثروبويتينفي بعض التجارب التي أجريت على الحيوانات، تبين أن الإريثروبويتين له تأثيرات وقائية للأعصاب، وخاصة في الاعتلال العصبي السكري.
يعمل الإريثروبويتين بشكل أساسي عن طريق الارتباط بمستقبله (EpoR). عندما يرتبط الإريثروبويتين بالمستقبل، فإنه يبدأ سلسلة من مسارات نقل الإشارة، بما في ذلك JAK2 وSTAT5 وما إلى ذلك. تؤدي مسارات نقل الإشارة هذه في النهاية إلى تكاثر وتمايز أسلاف خلايا الدم الحمراء. ومع ذلك، لا تزال مستويات التعبير عن مستقبلات الإريثروبويتين في العديد من الأنسجة بحاجة إلى تحديد.
على الرغم من أن استخدام إريثروبويتين يمكن أن يحسن حالة المريض بشكل كبير، إلا أن الجرعة الزائدة لا تزال تنطوي على مخاطر محتملة، مثل الأحداث القلبية الوعائية وتكرار الورم.
على الرغم من أن الإريثروبويتين يتمتع بإمكانات كبيرة، إلا أن الأبحاث الحالية لا تزال تظهر أن استكشاف وتطبيق تأثيراته غير المكونة للدم لا يزال غير كاف. وخاصة في التجارب السريرية، هناك شكوك حول التأثير العلاجي للإريثروبويتين في أمراض مثل مرض القلب الإقفاري وتلف الجهاز العصبي. لذلك، ينبغي أن تستمر الدراسات المستقبلية في استكشاف وتأكيد دور وتطبيق الإريثروبويتين في مختلف الحالات الفسيولوجية والمرضية.