على مر التاريخ، ألهمت نظرية "مأساة الموارد المشتركة" عددا لا يحصى من المناقشات حول إدارة الموارد. نشأ هذا المفهوم في العصور القديمة واستكشفه أرسطو لأول مرة، ثم انتشر في عام 1968 على يد عالم البيئة جاريت هاردين. وأكد أنه عندما يكون لدى العديد من الأشخاص إمكانية الوصول غير المحدود إلى الموارد المحدودة، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى استنزاف الموارد أو حتى تدميرها.
ألهم عمل جاريت هاردين التفكير اللاحق بشأن إعادة تعريف "المورد المشترك" وعواقبه. ولكن هذه النظرية واجهت تفسيرات مختلفة في البحوث الاقتصادية والبيئية. ولقد شكك العديد من الباحثين في وجهة نظر هاردين المأساوية. على سبيل المثال، تشير أبحاث إلينور أوستروم إلى أن الإدارة الذاتية للمجتمع قادرة على الحفاظ على استدامة الموارد في بعض الحالات، ولا تعتمد بالضرورة على تدابير قسرية خارجية."لماذا يعد هذا أمرًا مأساويًا؟ إن الجميع مقيدون بنظام يشجعهم على زيادة قطيعهم بلا حدود - في عالم محدود."
إن ملاحظة أرسطو بأن "ما هو مشترك بين الجميع هو الأقل اهتماماً" تعكس المخاوف المبكرة بشأن إدارة الموارد المشتركة التي لم تتبدد بمرور الوقت. وقد تم استكشاف الإفراط في استخدام الموارد المشتركة بشكل أكبر في عمل الخبير الاقتصادي البريطاني ويليام فورستر لويد في عام 1833، حيث افترض وجود مجموعة من الرعاة يتقاسمون مرعى وتنبأ بمشكلة الرعي الجائر.
"كل حيوان إضافي هو مفيد للراعي، لكنه مدمر للمراعي."
رغم أن فرضية لويد لم تكن دقيقة تماما من الناحية التاريخية، فإنها لا تزال بمثابة تحذير وتلهم التفكير بشكل أعمق حول إدارة الموارد. عندما يسعى جميع مستخدمي الموارد إلى تحقيق مصالحهم الخاصة، فإن المجتمع بأكمله سوف يخسر هذا المورد في نهاية المطاف.
"الحرية في المشاع تؤدي إلى تدمير الجميع."
وعلى هذه الخلفية، بدأ العديد من العلماء في استكشاف نموذج إدارة الموارد المشتركة. إن فكرة "ضبط النفس المتبادل والموافقة المتبادلة" التي يدعو إليها هاردين سوف تساعد في تشكيل نظام فعال لإدارة الموارد بدلاً من الاعتماد كلياً على التدخل الحكومي أو قوى السوق.
وفي مواجهة تحدي الموارد المشتركة، دعا العديد من العلماء إلى اتباع نهج تعاوني بدلاً من النهج التنظيمي لمنع المآسي. ومن بينها، تم ذكر إدارة الموارد على مستوى المجتمع في كثير من الأحيان، مما يدل على أن الثقة الاجتماعية الجيدة وروح التعاون هي حجر الزاوية في إدارة الموارد المشتركة.
على سبيل المثال، في بعض مجتمعات الصيد في الولايات المتحدة، تم تشكيل نموذج إداري شبه خاص تدريجيا، حيث يواجه الغرباء الحرمان من استخدام الموارد، في حين يضمن التعاون بين أعضاء المجتمع استدامة موارد مصايد الأسماك.
مع تزايد تعقيد قضايا إدارة الموارد، من أرسطو إلى هاردين إلى وجهات النظر الحديثة، لا يسعنا إلا أن نفكر: في هذا العصر من انفجار المعلومات، كيف يمكننا ضمان أن الموارد التي نتقاسمها هي مواردنا الخاصة؟ هل سنكرر الأخطاء التي ارتكبناها؟ التاريخ وتجنب الوقوع في مآسي جديدة؟