طائرات المراقبة هي طائرات استطلاع، يتم تشغيلها في المقام الأول من قبل القوات العسكرية والوكالات الحكومية، لمجموعة متنوعة من المهام بما في ذلك جمع المعلومات الاستخباراتية والدوريات البحرية ومراقبة ساحة المعركة والمجال الجوي والمراقبة (على سبيل المثال وضع العلامات المدفعية) وإنفاذ القانون. تكون هذه الطائرات مجهزة عادة بأسلحة دفاعية محدودة، ولا تحتاج إلى ميزات عالية الأداء أو التخفي، وقد تكون طائرات مدنية معدلة. تاريخيًا، شملت طائرات المراقبة أيضًا البالونات المحلقة (مثل TARS) والمركبات الجوية غير المأهولة (UAVs).
في السياق العسكري، يتم استخدام مفهومي المراقبة والاستطلاع في بعض الأحيان بالتبادل. ومع ذلك، تركز المراقبة على رصد المواقف المتغيرة في الوقت الفعلي، في حين يتمحور الاستطلاع حول التقاط لقطات ثابتة للتحليل.
كانت فرنسا أول دولة تستخدم البالونات الهيدروجينية للاستطلاع في ساحة المعركة. في أوائل تسعينيات القرن الثامن عشر، نشرت فرنسا منطادًا يعمل بالهيدروجين يمكنه حمل جنديين، أحدهما للمراقبة باستخدام التلسكوب بينما ينقل الآخر الرسائل إلى القوات على الأرض. لم تعبر هذه البالونات خطوط العدو مطلقًا، بل تم استخدامها لمراقبة معسكرنا على ارتفاعات عالية. على سبيل المثال، أثناء معركة فلوروس في عام 1794، قام منطاد الأرصاد الجوية الفرنسي، L'Entreprenant، بمراقبة الجيش النمساوي وإسقاط المعلومات في شكل شرائط ليقوم الفرنسيون بجمعها.
مع تطور التكنولوجيا، لم يعد استخدام الطائرات بدون طيار يقتصر على الأغراض العسكرية، بل يتم استخدامها تدريجيًا لحماية البيئة ومراقبة الصيد غير المشروع وتتبع الحيوانات البرية.
كانت طائرة Rumpler Taube بمثابة إحدى طائرات المراقبة المبكرة في الحرب العالمية الأولى. الأجنحة الشفافة للطائرة تجعل من الصعب على المراقبين على الأرض اكتشافها. استُخدمت أغلب الطائرات الأولية في مهام الاستطلاع، حيث كان الطيارون يستخدمون الصور التي يلتقطونها لتتبع حركة القوات المعادية. وفي النهاية استُخدمت هذه الصور لفهم تشكيلات العدو وإنشاء الخرائط.
خلال الحرب الباردة، اشتدت المنافسة على رحلات التجسس للتحقيق في المشاكل الصعبة، مما دفع صناع القرار السياسي في الولايات المتحدة إلى إنشاء مكتب الاستطلاع الوطني. ومن أجل تطوير مهام الاستطلاع على الخطوط الضحلة، طور الجيش الأميركي طائرة الاستطلاع يو2، التي كانت قادرة على الطيران على ارتفاع 70 ألف قدم. وفي عام 1962، اكتشفت هذه الطائرة صواريخ كوبية من خلال التقاط صور لها، الأمر الذي أدى إلى اندلاع أزمة الصواريخ الكوبية.
يعتبر أحد المكونات الرئيسية للمراقبة البحرية هو مشاهدات قادة السفن والطيارين. وإذا أخذنا أنظمة الطائرات بدون طيار التابعة لخفر السواحل الأمريكي كمثال، فإننا في نهاية المطاف نحقق هدف الحد من المخاطر التي يتعرض لها الأفراد وزيادة القدرات.
وفقا لاستطلاع أجري عام 2014، يعارض الجمهور بشكل عام الضربات الجوية الأميركية بطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط. في أعقاب حادثة إدوارد سنودن، تزايد قلق الناس بشأن احترام الحكومة للخصوصية الشخصية والحريات المدنية.
لا شك أن تطور وتطبيق كل هذا، سواء في المجالات العسكرية أو المدنية، سوف يخلف تأثيراً عميقاً على حياتنا. فكيف ينبغي لنا إذن أن نحمي خصوصيتنا الشخصية في مواجهة مثل هذه التكنولوجيا المتطورة بسرعة في مجال المراقبة؟