الكيس الدرقي اللساني هو كيس ليفي ينشأ من القناة الدرقية اللسانية الدائمة وعادة ما يكون موجودًا عند الولادة. تنتج هذه الأكياس عن الخلايا والأنسجة التي تبقى أثناء تكوين الغدة الدرقية وتنشأ من خلال تطور الغدة الزعترية. على الرغم من أن هذه الأكياس موجودة في مرحلة الطفولة، إلا أنه في كثير من الأحيان لا يتم تشخيصها حتى وقت لاحق في الحياة، وخاصة في مرحلة البلوغ.
تعتبر أكياس القناة الدرقية اللسانية السبب الأكثر شيوعًا لكتلة خط الوسط في الرقبة، والتي تنشأ عادةً في أي مكان من قاعدة اللسان إلى الاكتئاب الترقوي في الرقبة.
عادةً ما يظهر كيس القناة الدرقية اللسانية على شكل كتلة ملموسة وغير مؤلمة في خط الوسط في الرقبة، وعادةً ما تقع أسفل عظم اللامي. ترتفع هذه النتوءات مع حركة اللسان عند البلع أو إخراج اللسان لأنها متصلة ببنية اللسان.
لا يتم تشخيص حوالي نصف أكياس القناة الدرقية اللسانية إلا بعد البلوغ وقد تظهر مع أعراض العدوى دون سابق إنذار.
قد تكون الكتلة مؤلمة بسبب العدوى، وفي بعض الحالات قد تسبب صعوبة في البلع. الموقع الأساسي لأكياس القناة الدرقية اللسانية هو في خط الوسط أو بالقرب منه، بين ثقب الغدة الدرقية وعظم اللامي.
إذا لم يتم علاج كيس القناة الدرقية اللسانية، فقد يصاب بالعدوى. يمكن أن تؤدي العدوى البكتيرية إلى نمو الكتلة بسرعة وقد تسبب صعوبة في التنفس أو البلع، بالإضافة إلى تورم الأنسجة الرخوة المحيطة.
عندما ينفجر الكيس بشكل غير متوقع، فإنه يشكل قناة نفايات تسمى الناسور الدرقي اللساني. تحدث هذه الحالة عادة بسبب عدم إزالة القناة الدرقية اللسانية بشكل كامل أثناء الجراحة، مما يؤدي إلى النزيف والتورم.
سرطان كيس القناة الدرقية اللسانيةعلى الرغم من ندرة حدوثها، إلا أنه في أقل من 1% من الحالات، قد تكون أكياس القناة الدرقية اللسانية حاملة للسرطان، وعادة ما يكون سرطان الغدة الدرقية الحليمي الناشئ عن أنسجة الغدة الدرقية غير الطبيعية.
كيس القناة الدرقية اللسانية هو عيب خلقي يحدث عندما تبدأ الغدة الدرقية في التكون عند قاعدة اللسان أثناء التطور الجيني ثم تتسلل إلى أسفل ممر في الرقبة. من الناحية النظرية، من المفترض أن تختفي القناة بمجرد وصول الغدة الدرقية إلى موقعها النهائي، ولكن في بعض الأشخاص، يبقى جزء من القناة، ويشكل أكياسًا صغيرة قد تمتلئ بالسوائل والمخاط أثناء الحياة.
في حوالي 75% من الحالات، يظهر تورم في خط الوسط يرتفع عندما يبرز اللسان.
وبشكل عام، يكون الإزالة الجراحية ضرورية إذا كان المريض يعاني من صعوبة في التنفس أو البلع، أو إذا أصيب الكيس بالعدوى. حتى لو لم تكن هناك أعراض واضحة، فإن الجراحة تعتبر إجراء وقائيا فعالا لتجنب العدوى أو تطور الورم في المستقبل.
تعد عملية "سيسترونك" الشهيرة واحدة من الطرق الجراحية الرئيسية لعلاج أكياس القناة الدرقية اللسانية. ويمكنها إزالة الكيس والأنسجة المحيطة به بشكل فعال، وإزالة جزء من عظم اللامي لضمان الإزالة الكاملة لقناة النفايات الكيسية.
علم الأوبئةيتم اكتشاف حوالي 90% من الحالات قبل سن 10 سنوات، و70% من تشوهات الرقبة مرتبطة بأكياس القناة الدرقية اللسانية. تحدث أكياس القناة الدرقية اللسانية في ما يصل إلى 7% من السكان وقد لا تسبب أي أعراض حتى يتم تشخيص المرض.
وراء هذه الحالة، لماذا يمكن لهذا الكيس أن يبقى موجودا بصمت في جسم الإنسان لفترة طويلة دون أن يسبب أية أعراض؟