في حالات الطوارئ، غالبا ما يكون من الضروري أن نتمكن من الوصول بسرعة إلى الخدمات المناسبة. مع تقدم أنظمة الهاتف وتطورها، تطورت أرقام الطوارئ في مختلف البلدان، بدءًا من الاتصال اليدوي الأولي إلى أنظمة الاتصال التلقائية الحديثة، وهي العملية التي لم تعمل على تحسين الكفاءة فحسب، بل أدت أيضًا إلى تغيير الطريقة التي يتفاعل بها الأشخاص مع خدمات الطوارئ.
قد تختلف أرقام الطوارئ من دولة إلى أخرى، ولكن العديد من الدول تستخدم الرقمين القياسيين "911" و"112" للاتصال بخدمات الطوارئ. في وقت مبكر من عام 1937، قدمت لندن، إنجلترا، رقم الطوارئ 999، ليصبح بذلك نظام رقم الطوارئ الأول في العالم.تم تصميم أرقام هواتف الطوارئ للسماح للمتصلين بالاتصال بسرعة بخدمات الطوارئ المحلية. عادةً ما تكون هذه الأرقام مكونة من ثلاثة أرقام لتسهيل تذكرها والاتصال بها بسرعة.
في الماضي، كانت أنظمة الهاتف تعتمد على التبديل اليدوي، وعندما يطلب المتصل رقم الطوارئ، يتعين عليه أولاً انتظار رد عامل الهاتف. سيقوم المشغل بتحويل المتصل إلى الشرطة أو الإطفاء أو القسم الطبي بناءً على احتياجاته. ومع إدخال معدات التبديل الإلكترونية، تم تبسيط هذه العملية، إلى جانب تداخل حركة المكالمات المحلية وتحسين النظام.
يمكن الرد على المكالمات الواردة إلى أرقام الطوارئ عن طريق عامل الهاتف أو المرسل لخدمات الطوارئ. اعتمادًا على طبيعة حالة الطوارئ، سيرسل المرسلون الدعم المناسب.
استنادًا إلى ممارسات معظم البلدان، فإن أرقام الاتصال المباشر لمكالمات الطوارئ تتحسن باستمرار. في الولايات المتحدة، تم استخدام رقم 911 لأول مرة في ولاية ألاباما في عام 1968 وأصبح الرقم القياسي الوطني في ثمانينيات القرن العشرين. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض المدن الصغيرة والمناطق النائية بدون خدمة 911.
بالإضافة إلى ذلك، أدى ظهور نظام "911 المعزز" (E911) إلى تحسين القدرة على تحديد مكان المتصلين بشكل أكبر. يمكن للنظام عرض رقم هاتف المتصل وعنوانه، بحيث يتمكن حتى المتصلون من أرقام غير مسجلة من الوصول بسرعة إلى الخدمات التي يبحثون عنها.
حدد الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) رقمين قياسيين للهاتف في حالات الطوارئ: 911 و 112. ويعني هذا أنه في المستقبل سيكون المستخدمون قادرين على تلقي خدمات الطوارئ بشكل متسق في مناطق مختلفة، بغض النظر عن الظروف الخاصة لكل بلد.
سواء كنت تستخدم هاتفًا أرضيًا أو محمولًا، فقد تغيرت الطريقة التي تتصل بها بأرقام الطوارئ مع التكنولوجيا. لقد مكنت شعبية الهواتف الذكية المسافرين من استخدام أرقام الطوارئ المحلية في بلدان مختلفة دون الحاجة إلى البحث عن الأرقام مسبقًا.
أحدث ظهور الهاتف المحمول ثورة في الاتصال بخدمات الطوارئ. حتى لو لم يكن لدى المستخدمين بطاقة SIM أو قاموا بقفل لوحة المفاتيح، فما زال بإمكانهم الاتصال بأرقام الطوارئ، مما يضمن بشكل أكبر أن المستخدمين الذين يسافرون في بلد أجنبي يمكنهم الحصول على المساعدة اللازمة في أي وقت.
في المستقبل، سوف يكون كيفية استخدام تكنولوجيا الهاتف المحمول المتقدمة وأنظمة تحديد المواقع بشكل صحيح لتحسين كفاءة ودقة خدمات الطوارئ محور اهتمام مشترك للهيئات التنظيمية ومشغلي الاتصالات في مختلف البلدان.
في هذا العصر من التكنولوجيا المتغيرة باستمرار، لا شك أن تطور أنظمة الهاتف كان له تأثير عميق على فعالية وسلامة مكالمات الطوارئ. هل يمكننا في المستقبل إيجاد التوازن بين الاستجابة السريعة والخدمة الفعالة؟