من جراحة القلب المفتوح إلى لحظات الأزمة! لماذا أصبح انخفاض حرارة الجسم الشديد وتوقف الدورة الدموية ضرورة ملحة في الجراحات الكبرى؟

<ص> في تاريخ تطور الجراحة الطبية، تم اكتشاف العديد من التقنيات واستخدامها على نطاق واسع. ومن بينها، أصبحت تقنية الإيقاف الدورة الدموية العميقة منخفضة الحرارة (DHCA) أداة لا غنى عنها لعلاج بعض الأمراض المعقدة بسبب تأثيرها وأهميتها الفريدة. تسمح هذه العملية بإيقاف نشاط القلب والدماغ عندما تنخفض درجة حرارة الجسم إلى ما بين 20 إلى 25 درجة مئوية، مما يوفر ظروفًا فعالة لبعض العمليات الصعبة.

انخفاض حرارة الجسم العميق مع توقف الدورة الدموية هو تقنية جراحية متخصصة للغاية تسمح بإجراء عمليات جراحية واسعة النطاق دون التأثير على وظائف المخ.

<ص> السبب الرئيسي وراء استخدام تقنية DHCA على نطاق واسع هو أنها تسمح للجراحين بإجراء عمليات مهمة تتعلق بالدماغ أو الأوعية الدموية الكبيرة دون تقييدها بالتدخل في تدفق الدم. عندما يتوقف القلب عن النبض ويتوقف تدفق الدم، يمكن للأطباء مراقبة المنطقة المستهدفة وإجراء العملية عليها بشكل أكثر وضوحًا، مما يساعد على تحسين الكفاءة الجراحية والسلامة. وبحسب الأبحاث، فإن فرصة حدوث تلف في الدماغ نتيجة جراحة DHCA صغيرة نسبيا، ولكن هذه التقنية ليست خالية من المخاطر. <ص> تعود تقنية الحفاظ على درجة حرارة الجسم المنخفضة المستخدمة في DHCA إلى حكمة الطبيب اليوناني القديم أبقراط، الذي أكد أن درجة الحرارة المنخفضة يمكن أن تقلل النزيف أثناء عملية العلاج. ومن المفهوم أنه من الناحية البيولوجية، عندما تنخفض درجة حرارة الجسم، ينخفض ​​معدل التمثيل الغذائي للخلايا تبعاً لذلك، مما يعني أن الخلايا يمكنها الحفاظ على توازن الخلايا لفترة طويلة دون إمداد الدم وتجنب الضرر. لذلك، يوفر خفض درجة حرارة الجسم العلاجي نهجًا فعالًا للمرضى الذين يواجهون إصابات واسعة النطاق أو جراحات واسعة النطاق.

أثبتت الدراسات أن خفض درجة حرارة الجسم يمكن أن يؤدي إلى إطالة مدة السكتة القلبية من بضع دقائق عادية إلى ساعة.

التطور التاريخي لتوقف الدورة الدموية بسبب انخفاض حرارة الجسم

<ص> يعود تاريخ DHCA إلى خمسينيات القرن العشرين، عندما كان الجراح ويلفريد بيجلو رائدًا في تقنيات التبريد في الحيوانات، مما أدى إلى عصر جديد من جراحة القلب البشري. ومن خلال أبحاث بيجلو، اكتشف العلماء أن الدماغ يمكنه الصمود لفترات أطول من توقف تدفق الدم في بيئة تصل درجة حرارتها إلى 5 درجات مئوية. وحتى يومنا هذا، يتم استخدام DHCA على نطاق واسع في مجموعة متنوعة من الجراحات، بما في ذلك إصلاح قوس الأبهر وإصلاح تمدد الأوعية الدموية الدماغية. آلية حماية DHCA <ص> جوهر DHCA هو "حماية" الدماغ مؤقتًا في حالة التبريد. عندما تصل درجة حرارة الدماغ إلى أقل من 18 درجة مئوية، يختفي نشاط الموجات الدماغية بشكل شبه كامل، ويدخل الدماغ في حالة من "الصمت الكهربائي الفسيولوجي". وهذا لا يقلل فقط من استهلاك الطاقة في خلايا المخ، بل يقلل أيضًا بشكل فعال من تأثير الجذور الحرة والالتهابات المناعية، مما يحمي أنسجة المخ بشكل أكبر.

يعتبر تحقيق الصمت الكهربي الفسيولوجي مؤشرا مهما لتحديد التبريد المطلوب لمريض فردي.

إمكانات التكنولوجيا وتحدياتها

<ص> على الرغم من أن جراحة DHCA جلبت الأمل للمرضى في التطبيقات السريرية، فإن إدارة ارتفاع درجة الحرارة أثناء فترة التعافي بعد الجراحة هي رابط يجب على الفريق الطبي الانتباه إليه. وأظهرت الدراسات أن التحكم غير السليم في درجة الحرارة أثناء عملية إعادة التدفئة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة وحتى زيادة خطر تلف الأعصاب لدى المرضى. ومن ثم، فإن كيفية إدارة هذه العملية بشكل أكثر فعالية تصبح أحد محاور الأبحاث المستقبلية.

آفاق التطبيقات السريرية

<ص> مع تقدم التكنولوجيا، يظل مستقبل توقف الدورة الدموية الناجم عن انخفاض حرارة الجسم العميق واعدًا. وتستكشف التجارب السريرية الجديدة إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا للاستجابة للإصابات الرضحية، مما يسمح للأطباء بإطالة بقاء المريض عند التعامل مع النزيف الذي يهدد الحياة. وهذا لا يشكل تحديًا لفهم المجتمع الطبي للحدود بين الحياة والموت فحسب، بل قد يفتح أيضًا فرصًا جديدة لمرضى الصدمات. <ص> وأمام هذه التقنية الجراحية المهمة، لا يسعنا إلا أن نتساءل، مع تزايد تعقيد التكنولوجيا الطبية، هل ستتمكن العمليات الجراحية المستقبلية من تحقيق توازن أكبر بين إدارة المخاطر والاستخدام المبتكر؟

Trending Knowledge

لماذا يبقى الأطفال على قيد الحياة بعد انخفاض حرارة الجسم لفترة أطول من البالغين؟
في الآونة الأخيرة، اجتذبت ظاهرة بقاء الأطفال على قيد الحياة لفترة أطول في بيئات ذات درجة حرارة أجسام منخفضة اهتمامًا واسع النطاق. تشير دراسة إلى أن الأطفال الرضع غالباً ما يعيشون فترة أطول من البالغين
التحدي الأكبر الذي يواجه الإنسانية! لماذا يمكن لدرجة حرارة الجسم المنخفضة التي تصل إلى 9 درجات مئوية أن تنقذ الأرواح؟
في الطب الحديث، يعد توقف الدورة الدموية بسبب الانخفاض العميق في درجة الحرارة (DHCA) تقنية جراحية مقنعة تسمح للأطباء بإيقاف الدورة الدموية للمريض مؤقتًا وخفض درجة حرارة الجسم أثناء العمليات المعقدة. بم

Responses