في عام 1947، اقترح إس. في. سيرياس-وانتروب لأول مرة نظرية التقييم المستمر، محاولاً تقييم قيمة الموارد غير السوقية من خلال تقنيات المسح. ومع ذلك، بدأ التطبيق العملي للطريقة في عام 1963، عندما أجرى روبرت ك. ديفيس مسوحات لتقدير القيمة التي يضعها الصيادون والسياح على مناطق برية محددة ووجد أن نتائجه كانت مرتبطة بشكل كبير بالقيم المقدرة بطريقة تكلفة السفر. . ومع تقدم البحث الأكاديمي، وصل هذا النهج إلى ذروته في ثمانينيات القرن العشرين، عندما مُنحت وكالات الحكومة الأميركية سلطة مقاضاة الجهات المسؤولة عن الأضرار التي تلحق بالموارد البيئية، مما شكل بداية عصر جديد في استكشاف القيم البيئية.في مجال حماية البيئة، يمكن للعديد من الموارد أن توفر فائدة للناس ولكنها تفتقر إلى القيمة السوقية المباشرة.
في الدعوى القضائية التي رفعت في أوكلاهوما عام 1991 ضد وزارة الداخلية، فإن أنواع الأضرار التي يمكن للحكومة استردادها تشمل القيمة غير الاستخدامية أو القيمة الوجودية، والتي غالباً ما لا يمكن تقييمها من خلال آليات أسعار السوق.
في عملية تقييم البيئة، يتم قياس القيمة الوجودية عادة من خلال مسوحات التقييم المستمرة. وكان أول تطبيق كمي لهذه التقنية هو حادثة ناقلة النفط إكسون فالديز الشهيرة في عام 1990. وأصبحت هذه الحادثة فرصة لتطبيق التقييم المستمر بشكل أكبر، ودفعت السلطات إلى أخذ القيم البيئية غير السوقية في الاعتبار عند تحديد مبالغ التعويضات.
ومع تنامي الشكوك حول استمرار التقييم، يفضل العديد من خبراء الاقتصاد الاعتماد على تفضيلات الناس المعلنة بدلاً من نتائج الاستطلاعات البسيطة لتقدير الأسعار. ويزعمون أن الاستطلاعات السابقة تأثرت بتحيزات متعددة، مثل السلوك الاستراتيجي، والاستجابة المضادة، والتحيز في الاستجابة. وقد دفعت هذه التحديات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إلى تشكيل لجنة من كبار خبراء الاقتصاد لإجراء دراسة معمقة بهدف تقديم إرشادات وتوصيات مستنيرة بشأن تقييمات الاستمرار.
وتضمنت توصيات فريق NUA استخدام المقابلات الشخصية وجهاً لوجه لإجراء المسح، وطرح الأسئلة في شكل استطلاع رأي يسأل عما إذا كانت حماية الموارد المحددة مقبولة، وتوفير معلومات مفصلة عن الموارد.ولا تؤدي هذه التوصيات إلى تحسين دقة التحقيقات فحسب، بل تسلط الضوء أيضاً على المسؤولية الكبيرة التي يتحملها المحققون في هذه العملية. ومن خلال هذه الجهود، اكتسب تقييم الاستمرارية كتقنية قبولاً واسع النطاق تدريجياً في التقييمات القانونية والاقتصادية.
اليوم، يعتبر التقييم المستمر أسلوبًا مهمًا للتقييم الواقعي، وخاصة في مواقف معينة حيث لا يمكن تحقيق تقييم السوق من خلال المعاملات النقدية، مثل الممتلكات الملوثة. وقد اعتمدت العديد من وكالات الحكومة الأمريكية على نطاق واسع التقييم المستمر لتقييم التأثيرات البيئية وقيمتها الاقتصادية عند إجراء تحليل التكلفة والفائدة للمشروع.
على سبيل المثال، تم استخدام هذا النهج في مشاريع مثل تقييم جودة المياه والفرص الترفيهية في مجرى سد جراند كانيون، واستعادة التنوع البيولوجي في بحيرة مونو، واستعادة مناطق تكاثر سمك السلمون في بعض الأنهار.
وفي أستراليا، يتم استخدام التقييم الموسع أيضًا لتقييم منتزه كاكادو الوطني، مما يدل على القبول العالمي وأهمية هذه التقنية. ومع تزايد أهمية حماية البيئة، فإن التقييمات التي يتم إجراؤها من خلال التقييم المستمر لا تؤثر على قرارات الحكومة فحسب، بل توفر أيضًا الدعم والمرجع الضروريين للإجراءات القانونية ذات الصلة.
ولكن بينما نولي اهتماما لقيمة البيئة، يتعين علينا أن نفكر في سؤال: على الطريق إلى التنمية المستدامة، كيف يمكننا تحقيق التوازن بين التناقضات والصراعات بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة؟