يعتبر القرص البصري نقطة الخروج الوحيدة للألياف العصبية من العين، مما يجعله علامة مهمة لتشخيص مجموعة متنوعة من الحالات.
القرص البصري، أو رأس العصب البصري، هو بنية أساسية داخل شبكية العين. يقع على الجانب الأنفي من العين ويبلغ متوسط قياسه 1.76 ملم (أفقيًا) و 1.92 ملم (عموديًا). يوجد في وسط القرص البصري تجويف يسمى الكأس البصري. ويتنوع شكل هذا التجويف من تجويف ضحل إلى شكل علبة الفاصوليا، وهو مهم بشكل خاص لتشخيص بعض أمراض الشبكية.
القرص البصري هو المخرج الوحيد لألياف الأعصاب لمغادرة العين. وبما أنه لا توجد قضبان أو مخاريط تغطي هذه المنطقة، تتكون نقطة عمياء صغيرة في كل عين. وتؤكد هذه الخاصية على أهمية فحص العصب البصري في التشخيص العيني.
الأهمية السريريةيقوم أطباء العيون عادة بمراقبة القرص البصري من خلال منظار العين المباشر الحديث، والذي يستخدم عكس الضوء. يتطلب الفحص التفصيلي استخدام مجهر المصباح الشقي وعدسة تركيز غير كروية مناسبة للحصول على تأثير رؤية مجسمة. يمكن أن تكشف هذه الاختبارات عن صحة العصب البصري، وسيبحث طبيبك عن أي تغييرات غير عادية في اللون، أو حجم الحفرة (نسبة الكأس إلى القرص)، أو تعريف الحافة، أو التورم، أو النزيف، أو التجويف، وما إلى ذلك.
إن فحص صحة العصب البصري لا يساعد فقط في تشخيص الجلوكوما، بل يمكنه أيضًا الكشف عن اضطرابات أخرى في العصب البصري مثل التهاب العصب البصري، أو الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي، أو وذمة العصب البصري الناجمة عن زيادة الضغط داخل الجمجمة.
وبالنسبة للنساء في أواخر الحمل بشكل خاص، إذا كن يعانين من ارتفاع ضغط الدم الحملي، ينصح أطباء العيون بفحص العصب البصري من خلال منظار العين للكشف عن العلامات المبكرة لارتفاع الضغط داخل الجمجمة.
على الرغم من أن دراسات التصوير توفر معلومات إضافية قوية، فإن التشخيص السريري النهائي يتم من خلال الاختبارات الفسيولوجية المنتظمة، بما في ذلك اختبار المجال البصري، وفي النهاية فحص شامل للعين وتفسيره من قبل طبيب عيون ذي خبرة.تستطيع تقنيات التصوير هذه دمج البيانات الكمية من طبقة الألياف العصبية وربطها إحصائيًا بالبيانات من السكان الطبيعيين، وهو أمر مهم للتتبع الأساسي واللاحق للتغيرات الصغيرة.
قد يتم أيضًا العثور على بعض التشوهات أثناء فحص العصب البصري. على سبيل المثال، يعد القرص البصري المتضخم (أكبر من 2.1 مم في القطر) حالة غير تقدمية، في حين أن شذوذ القرص البصري هو تشوه خلقي ناجم عن التطور غير الكامل للعصب البصري. تحدث الحفر البصرية نتيجة لتطور غير طبيعي للعين.
يتراوح لون القرص البصري الطبيعي من البرتقالي إلى الوردي، ولكن اللون الأفتح للقرص البصري يشير عادة إلى وجود مرض.لا يحتاج أطباء العيون إلى فحص العصب البصري بانتظام فحسب، بل يحتاجون أيضًا إلى إتقان أحدث تقنيات التصوير لاكتشاف التغيرات في شبكية العين والعصب البصري في الوقت المناسب. وهذا لا يشكل مجرد اهتمام بالصحة الشخصية، بل يشكل مساهمة مهمة في تحسين الوضع الصحي العام.
في المرة القادمة التي تقوم فيها بفحص عينيك، هل ستولي المزيد من الاهتمام لصحة العصب البصري والدور الذي يلعبه في صحتك العامة؟