في مدينة نيويورك في القرن التاسع عشر، ومع النمو السكاني السريع، ارتفع الطلب بشكل مطرد، وأصبح الحليب عنصرًا غذائيًا لا غنى عنه لسكان المدينة. لكن وراء هذا الطلب المتزايد تكمن فضيحة تتعلق بمنتج حليب قاتل يسمى "سويل ميلك". إن هذه القصة ليست مجرد تحذير بشأن سلامة الغذاء، بل هي أيضًا مأساة التداخل بين الأخلاق الاجتماعية والفساد السياسي.
يشير مصطلح حليب الشعير إلى الحليب الناتج من الأبقار التي تتغذى على الشعير المتبقي من معمل التقطير. إن عملية إنتاج هذا الحليب ليست طبيعية، بل هي استجابة للطلب على الحليب الرخيص في المدن. ومع توسع المدن وارتفاع أسعار الأراضي، أصبحت طرق إنتاج الألبان التقليدية باهظة الثمن.
مع تزايد الطلب على الحليب، كان يتم الاحتفاظ بالماشية في كثير من الأحيان بالقرب من معامل التقطير، وهي حسابات اقتصادية كانت لها عواقب مميتة.
في ذروة الفضيحة، وصفت صحيفة نيويورك تايمز الحليب المغسول بأنه "مزيج أبيض مزرق اللون من الحليب الحقيقي والقيح ومياه الصرف الصحي".
ومع اتساع نطاق الفضيحة وإقرار القوانين، بدأ المجتمع يستعيد تدريجيا صورة الحليب باعتباره مشروبا مغذيا وآمنا. وفي هذه العملية، لعب المصلح الاجتماعي روبرت ميلهام هارتلي دوراً مهماً، مستخدماً الإشارات التوراتية لتشجيع شرب الحليب على نطاق واسع، وتصوير الحليب كسلاح لمقاومة الأمراض الاجتماعية والمساعدة في القضاء على الفقر.
وزعم هارتلي أن استهلاك الحليب يمكن أن يساعد في تخفيف "خطيئة" المجتمع والفقر وإدمان الكحول.
على الرغم من أن فضيحة حليب سويل قد تبدو وكأنها شيء من الماضي في التاريخ الحديث، إلا أن الحادثة لعبت دوراً هاماً في تطور قواعد الصحة العامة وسلامة الأغذية. بينما يستمتع الناس بالحليب اللذيذ، هل يجب عليهم أيضًا التفكير في الحقيقة وراءه؟