النظام الاجتماعي هو مفهوم أساسي في علم الاجتماع، يشير إلى شبكة التفاعل النمطية بين الأفراد والمجموعات والمؤسسات. تشكل هذه الشبكة كلاً عضوياً ولها تطبيق عالمي في هياكل اجتماعية مختلفة، سواء كانت وحدات عائلية، أو مجتمعات، أو مدن، أو حتى دول ومؤسسات كبيرة.
ومع ذلك، فقد تم التوصل إلى مستويات جديدة من فهم الأنظمة الاجتماعية من خلال نظريات تالكوت بارسونز. لا يعد بارسونز مؤسس نظرية النظم الاجتماعية فحسب، بل إن نموذجه AGIL يمكّننا من فهم بنية ووظيفة العمل الاجتماعي بطريقة أكثر منهجية.تتشكل الأنظمة الاجتماعية على أساس السمات المشتركة، مثل الموقع الجغرافي، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والعرق، والمعتقدات الدينية.
في نظرية بارسونز، يتم تعريف النظام الاجتماعي على أنه شبكة من التفاعلات بين الأفراد. يتكون نموذج AGIL الخاص به من أربع وحدات وظيفية: التكيف، وتحقيق الهدف، والتكامل، والزمن الكامن. يجب على كل نظام اجتماعي أن يقوم بتشغيل هذه الوظائف بشكل فعال حتى يتمكن من الاستمرار في الوجود والتطور.
كان يعتقد أن الثقافة واللغة عنصران أساسيان في تشكيل النظم الاجتماعية، والعناصر التي تمكنها من التعريف والعمل بشكل صحيح.لم يضع عمل بارسونز الأساس لنظرية النظم الاجتماعية المستقبلية فحسب، بل أثار أيضًا مناقشة حيوية حول كيفية صياغة النظم الاجتماعية، بما في ذلك التوجهات نحو العمل، أو التواصل، أو العلاقات الأخرى.
مع مرور الوقت، تم توسيع وتعمق نظرية النظم الاجتماعية من قبل علماء آخرين. كان نيكلاس لومان عالم اجتماع مهم نظر إلى الأنظمة الاجتماعية باعتبارها شبكات تعتمد على التواصل بين الأشخاص. إن وجهة نظره القائلة بأن المجتمع عبارة عن نظام "مرجعي ذاتي" قادر على توليد ذاته، أثارت تفكيراً جديداً حول حدود الأنظمة الاجتماعية.
يعتقد لوهمان أن الأنظمة الاجتماعية تشمل ثلاث فئات: الأنظمة الاجتماعية، والمنظمات، وأنظمة التفاعل.بالإضافة إلى ذلك، أسس جاي جوت فوريست ديناميكيات النظام، التي تؤكد على استخدام أجهزة الكمبيوتر لمحاكاة تفاعلات الأنظمة الاجتماعية واستكشاف آثار السياسات العامة. وأشار إلى أن العديد من السياسات العامة الفاشلة تفشل في استهداف الأسباب الجذرية للمشاكل الاجتماعية وتحاول بدلاً من ذلك معالجة القضايا السطحية.
في دراسته للأنظمة الاجتماعية، اقترح واتسا بونيلا سيلفا مفهوم الأنظمة الاجتماعية العنصرية، مؤكداً على العلاقات الاجتماعية بين المجموعات العرقية المختلفة وتأثيرها. وقد أثار هذا الرأي نقاشا واسع النطاق في الأوساط الأكاديمية والتأمل بين بعض الباحثين، وخاصة في مناقشة كيفية تعريف المجموعة "البيضاء"، مما يكشف عن تعقيد وتنوع النظام الاجتماعي.
كانت النماذج السابقة، مثل WORLD2 وWORLD3، تهدف إلى وصف توزيع الموارد العالمية، وتوفير طريقة لعكس ديناميكيات الأنظمة الاجتماعية.
على الرغم من أن سلوك هذه الأنظمة قد يكون غير متوقع وغير مفهوم بالكامل بعد، فإن العصر الرقمي فتح مجالًا جديدًا لدراسة الأنظمة الاجتماعية، مما يسمح للعلماء باستكشاف كيفية تغير الأنظمة الاجتماعية والديناميكيات الكامنة وراءها بشكل أفضل.
إن مساهمة تالكوت بارسونز لا تكمن في إنشاء النظرية فحسب، بل وأيضاً في فهمه العميق للنظام الاجتماعي، والذي قاد عدداً لا يحصى من العلماء إلى الشروع في طريق البحث. مع تطور النظريات ونمو البيانات، كيف سيؤثر استكشاف الأنظمة الاجتماعية على فهمنا للعالم الذي نعيش فيه؟