يلعب اللون دورًا لا يمكن الاستغناء عنه في حياتنا اليومية. من الملابس اليومية والديكور الداخلي إلى الإبداع الفني وتصميم العلامات التجارية، يؤثر اللون على اختياراتنا ومشاعرنا طوال الوقت. ولكن كيف يتم إدراك الألوان بالضبط بواسطة أعيننا ودماغنا؟
اللون هو إدراك بصري يعتمد على الطيف الكهرومغناطيسي وليس خاصية متأصلة في المادة. يرتبط إدراك اللون بامتصاص الضوء وانعكاسه وانبعاثه وتداخل الأشياء. يرى معظم البشر الألوان باستخدام ثلاثة أنواع من الخلايا المخروطية، أو الرؤية ثلاثية الألوان. يمكن للحيوانات المختلفة، مثل النحل، أن تستشعر الأشعة فوق البنفسجية وتظهر نطاقات حساسية مختلفة للألوان.
تتضمن الخصائص الإدراكية للون الصبغة، وثراء اللون (التشبع)، والسطوع.
تتضمن خصائص الإشعاع الكهرومغناطيسي طوله الموجي (أو تردده) وكثافته. عندما يكون الطول الموجي ضمن الطيف المرئي، فهو "ضوء مرئي". يتراوح الضوء المرئي من حوالي 390 نانومتر إلى 700 نانومتر. إن إدراك الألوان له أيضًا خلفية علمية معقدة للغاية.
يعتمد لون الأشياء على كيفية امتصاصها وتشتيتها للضوء. معظم الأشياء تبعثر الضوء إلى حد ما ولا تعكس الضوء بشكل مرآوي مثل الزجاج أو المرايا. لا تمتص الأجسام الشفافة أي ضوء تقريبًا وبالتالي تُرى على أنها عديمة اللون، في حين أن الأجسام المعتمة تمتص الضوء أو تعكسه.
على الرغم من أن أرسطو وعلماء آخرين قدماء ناقشوا طبيعة الضوء ورؤية الألوان، إلا أنه لم يكتشف أن الضوء هو مصدر إدراك الألوان إلا مع نيوتن. في عام 1810، نشر جوته "نظرية اللون"، التي اقترح فيها طريقة عقلانية لوصف تجربة اللون.
اقترح جون يونج نظرية الألوان الثلاثة، استنادًا إلى الملاحظة التي مفادها أنه من الممكن مطابقة أي لون من خلال مزيج من ثلاثة أضواء.
في حين أن آليات رؤية الألوان موصوفة جيدًا على مستوى شبكية العين، فإن معالجة الألوان أدناه يتم تنظيمها بشكل مختلف إلى حد ما. تنص النظرية السائدة على أن معلومات اللون تنتقل من خلال ثلاث عمليات أو قنوات متعارضة: قناة الأحمر والأخضر، وقناة الأزرق والأصفر، وقناة سطوع الأبيض والأسود.
إعادة إنتاج الألوان هو علم إنشاء الألوان التي يتم إعادة إنتاجها بدقة. ترتكز هذه العملية على كيفية بناء طيف من الأطوال الموجية لإثارة إحساس لون معين لدى المراقب بشكل أفضل. معظم الألوان ليست لونًا طيفيًا واحدًا، بل هي مزيج من أطوال موجية متعددة من الضوء، ويمكن توليد معظم إدراكات الألوان البشرية من خلال ثلاثة ألوان (أي الألوان الأساسية).
لكل طريقة مزايا وعيوب محددة تختلف باختلاف التطبيق المحدد.
إن إدراك اللون ليس مجرد تحفيز حسي، بل هو ظاهرة وثيقة الصلة بالثقافة والخبرة والحالة النفسية. وهذا أمر يستحق المزيد من الاستكشاف بينما نفكر في المعاني المختلفة للألوان وما يرمز إليه في المجتمع والثقافة. إذن، ما هو تأثير إدراك الألوان على يومك؟