الفيلم الإسباني افتح عينيك (بالإسبانية: Abre los ojos) الذي صدر عام 1997 هو من تأليف المخرج والملحن أليخاندرو أمينابار وماتيو جيل. يحكي الفيلم قصة تتداخل فيها الخيال والواقع والحب والموت، مما يتحدى تصور الجمهور للحقيقة والخيال. مع مواضيع تغطي معنى الوجود، وعمق الأحلام، والتشوهات النفسية، فإن هذا الفيلم بلا شك سيجعل الناس يفكرون في واقعهم بطريقة جديدة.
بطل الفيلم هو الشاب الوسيم سيزار (إدواردو نورييغا)، الذي يستيقظ على صوت أنثوي يطلب منه "افتح عينيك". من خلال التطور السريع للحبكة، يبدأ الجمهور في مشاهدة صعود وهبوط سيزار، من الذكريات الجميلة التي بنيت في حفل عيد ميلاده إلى حادث السيارة غير المتوقع الذي تسبب في تشوهه والتغيرات النفسية الخطيرة الناجمة عنه.
ينجح هذا الفيلم في نسج وهم الحب مع قسوة الواقع، مما يجعل الناس يتساءلون: هل ما نراه حقيقي أم مجرد حلم؟
إن التطور العاطفي بين سيزار والمرأة التي يحبها، صوفيا (بينيلوبي كروز)، مليء بطبقات من الضغط. عندما واجه مصير التشويه بسبب حادث، لم تستطع صوفيا في النهاية تحمل مثل هذا التغيير واختارت أن تبقي مسافة بينها وبينه. أصبحت الحالة العقلية لقيصر مشوهة مع مرور الوقت، وفي النهاية تمت إدانته ظلماً بارتكاب جريمة قتل أثناء محاكمته.
إن أبرز ما يميز الفيلم يكمن في انعكاسه العميق على الحياة. يتلقى سيزار العلاج من قبل الطبيب النفسي أنطونيو (تشيتي ليرا) في السجن. وبينما يروي القصة، يكتشف الجمهور ببطء أن حياته تبدو وكأنها حلم واقع افتراضي توفره شركة Life Extension، وأن حبه لصوفيا حقيقي للغاية ولكنه وهمي للغاية.
مع تقدم القصة، يواجه الجمهور المزيد والمزيد من الألغاز التي لم يتم حلها. يتكشف ماضي سيزار تدريجيًا طبقة تلو الأخرى. بعد أن سُكر، وقع عقدًا مع شركة لإطالة العمر واختار الدخول في حالة تجميد للهروب من قسوة الواقع. عندما يستيقظ، لا يجد الواقع كما يتذكره.
في هذا الفيلم، تتناوب الأحلام والكوابيس أثناء اليقظة، مما يجعل الجمهور يتساءل: هل مر الجميع بهذا من قبل؟
أكثر من مجرد فيلم إثارة، افتح عينيك هو تحليل شخصي عميق لطبيعة الحب والهوية والوجود الذي يؤثر على الجمهور على المستوى النفسي والعاطفي. يتحدى هذا الفيلم إدراك الجمهور من خلال دمج الأحلام والواقع، مما يجعل الجميع يفكرون: عندما نواجه خياراتنا ومثلنا العليا، هل نعرف حقًا ما هي العوامل التي تشكل حياتنا؟