منذ عام 1798، أنشأت الولايات المتحدة مستشفيات بحرية لتوفير الرعاية الطبية للبحارة على متن السفن التجارية الأمريكية. مع مرور الوقت، تطورت هذه المستشفيات من كونها مرافق طبية بسيطة إلى منظمات مهمة في خط الدفاع عن الصحة العامة العالمية. إن قصة مستشفى البحرية الأمريكية لا تتعلق بتاريخ الطب فحسب، بل هي أيضًا نموذج مصغر لكيفية استجابة البلاد للتهديدات الصحية.
في عام 1798، أقر الكونجرس قانونًا أصبح أول قانون صحي فيدرالي، مما مهد الطريق لإنشاء المستشفيات البحرية.
نشأ أقدم مستشفى بحري في عام 1798، عندما أقر الكونجرس الخامس "قانون توفير الإغاثة للبحارة المرضى والضعفاء". لم يقم هذا القانون بإنشاء المستشفيات البحرية فحسب، بل أنشأ أيضًا ضريبة قدرها عشرون سنتًا يتم خصمها من أجور البحارة الشهرية لدعم تشغيل هذه المستشفيات. مع مرور الوقت، ظهرت هذه المرافق الطبية الجديدة ببطء في المدن الساحلية الكبرى على الساحل الشرقي. وكانت بوسطن أول مدينة يتم بناؤها، تلتها بالتيمور ونيو أورليانز ومدن أخرى.
لم يعد نطاق مستشفى البحرية يقتصر على البحارة، بل توسع ليشمل الرعاية الطبية للمهاجرين وغيرهم من الفئات الضعيفة.
مع تكثيف الهجرة العالمية في أواخر القرن التاسع عشر، توسعت مسؤوليات المستشفيات البحرية بشكل أكبر وبدأت تتولى مسؤولية فحص المهاجرين الواصلين إلى الموانئ. وتجعل هذه المسؤولية من المستشفى البحري معقلا مهما للوقاية من الأمراض المعدية الأجنبية، الأمر الذي لا يضمن سلامة البحارة فحسب، بل يحافظ أيضا على الصحة العامة للبلاد بأكملها.
في عام 1902، تم تغيير اسم المستشفى البحري رسميًا إلى "خدمة الصحة العامة والمستشفيات البحرية"، والتي تم تبسيطها بعد ذلك إلى "خدمة الصحة العامة" في عام 1912. ويمثل هذا التغيير تحولاً في التركيز، من صحة البحارة على وجه التحديد إلى الصحة العامة الوطنية. ومع توسع المسؤوليات، تطور نظام المستشفيات البحرية إلى نظام الصحة العامة في الولايات المتحدة اليوم.
"إن الهندسة المعمارية الرائعة للعديد من المستشفيات البحرية في أوائل القرن العشرين توضح نطاق الرعاية الصحية التي تقدمها حكومة الولايات المتحدة."
وعندما ننظر إلى الوراء في تطور تاريخ مستشفيات البحرية الأمريكية، ربما يتعين علينا أن نسأل أنفسنا كيف يمكن لهذه المؤسسات الطبية أن تستمر في التكيف مع تحديات الصحة العامة المتزايدة التعقيد في المستقبل وتوفير خط دفاع أقوى للصحة. في العالم خارج حدودنا؟