لقد أدى النمو في الطلب على التزود بالوقود جواً والنقل إلى ظهور اتجاه نحو تحويل بعض الطائرات التجارية إلى طائرات عسكرية. وفي هذا السياق، تتميز طائرة إيرباص A330 متعددة الأدوار لنقل الوقود (A330 MRTT) بدورها المزدوج الفريد، حيث أصبحت من الأصول الأساسية للجيوش المتعددة الجنسيات. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن عملية تصميم وتطوير طائرة A330 MRTT، وكيفية تحولها إلى أدوار أخرى، جذبت أيضًا اهتمامًا واسع النطاق.
تعتمد طائرة A330 MRTT على طائرة الركاب التجارية A330-200، وهي مصممة كطائرة ذات دور مزدوج مع قدرات التزود بالوقود جواً والنقل. بفضل سعة الوقود القصوى التي تبلغ 111 ألف كجم، يمكنها دعم تنفيذ مهام مختلفة. وهذا يعني أنه أثناء مهام التزود بالوقود، يمكنه بسهولة توفير الوقود لمجموعة متنوعة من الطائرات المختلفة من خلال مجموعة متنوعة من الأنظمة.
تم تصميم طائرة A330 MRTT بحيث تتجاوز مجرد التزود بالوقود، وتتمتع بقدرات نقل مرنة، حيث يمكنها استيعاب ما يصل إلى 380 راكبًا أو توفير تكوينات خاصة مثل الإخلاء الطبي.
حاليا، تم اعتماد طائرة A330 MRTT من قبل القوات الجوية في العديد من البلدان حول العالم، مثل أستراليا وفرنسا والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة. لا تحتاج جيوش هذه البلدان إلى ناقلات النفط فحسب، بل تحتاج أيضًا إلى حلول نقل موثوقة لدعم قواتها في مجموعة من المهام في جميع أنحاء العالم.
قامت القوات الجوية الملكية الأسترالية (RAAF) باختيار طائرة A330 MRTT وأطلقت عليها اسم KC-30A. لا يوفر هذا التكوين التزود بالوقود جواً فحسب، بل يستوعب أيضاً 270 راكباً و34 ألف كيلوجرام من البضائع. أظهرت طائرة KC-30A الكورية الجنوبية أداءها المتعدد الوظائف بشكل كامل خلال تجربتها القتالية في الإمارات العربية المتحدة، كما دعمت بنجاح العديد من المهام القتالية.
لقد اختارت وزارة الدفاع البريطانية طائرة A330 MRTT في عام 2004 كخيار أساسي لطائرات التزود بالوقود الاستراتيجية المستقبلية. يُطلق على هذا الإصدار الخاص بالمملكة المتحدة اسم "Voyager" وهو مدمج مع نظامين مختلفين للتزود بالوقود لتوفير إمكانيات مرنة للتزود بالوقود. كما قامت المملكة المتحدة بإجراء درجة معينة من التعديلات الخاصة بكبار الشخصيات على متن طائرة فوييجر لدعم احتياجات السفر لكبار المسؤولين الحكوميين.
لا تلعب المركبة الفضائية البريطانية "فوييجر" دورًا مهمًا في المهام العسكرية فحسب، بل تعمل أيضًا كمكتب متنقل لكبار القادة في البلاد.
سواء كان الأمر يتعلق بالتكوين المعزز لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يعزز سلامتها وكفاءتها، أو خطة المشتريات في سنغافورة لاستبدال طائراتها الناقلة القديمة، فإن اعتماد طائرة A330 MRTT يوضح قدرتها الواسعة على التكيف كطائرة عسكرية حديثة.
أعلنت شركة إيرباص مؤخرًا عن برنامج جديد، وهو A330 MRTT+، وهو نسخة محدثة تعتمد على A330neo. ولا يتمتع هذا النوع من الطائرات بتحسن في كفاءة استهلاك الوقود بنسبة 8% فحسب، بل يخطط أيضًا لتوسيع وظائفه المختلفة لتلبية التغيرات المستقبلية في الاحتياجات العسكرية. وقد أثار إصدار هذه النسخة مناقشات ساخنة بين العديد من المحللين العسكريين.
إن إطلاق طائرة A330 MRTT+ يعني أن مستقبل النقل الجوي العسكري سوف يتجه نحو كفاءة أعلى وتنوع أكبر.
مع تزايد الطلب على التزود بالوقود جواً والسعي إلى تعزيز قدرات النقل من قبل القوات العسكرية في مختلف البلدان، فإن التصميم المرن والترقيات التكنولوجية المستقبلية لطائرة A330 MRTT ستكون بلا شك عاملاً رئيسياً في التنقل العسكري. وفي هذه الحالة، كيف سيتم تعديل التخطيط العسكري للدول المعنية لتلبية احتياجات الطيران الجديدة؟