الأورام السحائية، والتي تسمى أيضًا أورام السحايا، هي أورام بطيئة النمو في العادة في الطبقات الشبيهة بالغشاء التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي. تختلف الأعراض حسب مكان الورم، والذي يحدث عادة بسبب ضغط الورم على الأنسجة المحيطة. ومن المهم أن نلاحظ أن العديد من حالات الورم السحائي لا تنتج أعراضًا واضحة.
تشمل عوامل الخطر للإصابة بالورم السحائي التعرض للإشعاع المؤين (على سبيل المثال، أثناء العلاج الإشعاعي)، والتاريخ العائلي للمرض، والنوع الثاني من الورم العصبي الليفي. تنشأ معظم الحالات من مجموعة متنوعة من أنواع الخلايا المختلفة، بما في ذلك الخلايا العنكبوتية. أعراض الورم السحائيفي بعض الحالات، قد تحدث أعراض مثل النوبات، أو الخرف، أو صعوبات الكلام، أو مشاكل في الرؤية، أو ضعف في جانب واحد، أو فقدان السيطرة على المثانة.
يتم اكتشاف الأورام السحائية الصغيرة (على سبيل المثال، أقل من 2.0 سم) في الغالب عن طريق الصدفة أثناء تشريح الجثة ولا تسبب أعراضًا. يمكن أن تسبب الأورام الكبيرة مجموعة متنوعة من الأعراض اعتمادًا على حجمها وموقعها.
على سبيل المثال، قد يسبب الورم السحائي الموجود على سطح الدماغ نوبات صرع بؤرية، في حين أن الورم في منطقة السهم الأمامي الجداري قد يسبب ضعفًا تدريجيًا في الساق وصعوبة في التبول.
بالإضافة إلى ذلك، إذا ضغطت السحايا على الأعصاب القحفية الثالثة والسادسة، فقد تظهر أعراض مثل الرؤية المزدوجة أو عدم تساوي حجم حدقة العين.
لم يتم فهم أسباب الأورام السحائية بشكل كامل. معظم الحالات تحدث بشكل عشوائي، ولكن بعضها يكون عائليا. الأشخاص الذين تلقوا العلاج الإشعاعي، وخاصة في فروة الرأس، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالورم السحائي.
أظهرت الدراسات المتعلقة بالأشعة السينية للأسنان أن الأشخاص الذين يقومون بتصوير الأسنان بالأشعة السينية بشكل متكرر لديهم خطر متزايد للإصابة بالورم السحائي.
وفقا لمراجعة أجريت عام 2012، لم يتم ربط استخدام الهاتف المحمول بتطور الورم السحائي. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من NF2 لديهم فرصة بنسبة 50٪ للإصابة بواحد أو أكثر من الأورام السحائية.
عادة ما يكون من السهل اكتشاف الأورام السحائية باستخدام اختبارات التصوير، مثل التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي، لأنها عادة ما تكون أورامًا خارج أنسجة المخ وغنية بالأوعية الدموية. إذا تم استخدام البزل القطني للحصول على السائل النخاعي القطني، فإن مستوى البروتين في السائل النخاعي يكون مرتفعًا عادةً.
يعتبر العلاج الإشعاعي هو الركيزة الأساسية لعلاج أورام السحايا غير القابلة للاستئصال أو المصحوبة بأعراض، وخاصة أورام السحايا من الدرجة الثانية والثالثة.
وفقا للتقارير، فإن الأورام السحائية تؤثر على ما يقرب من واحد من كل 1000 شخص في الولايات المتحدة. يحدث هذا النوع من الأورام عادة عند البالغين، بنسبة 2:1 بين الذكور و 2:1 بين الإناث، كما أن احتمالية إصابة النساء بهذا المرض أعلى بنحو مرتين من احتمالية إصابة الرجال. على الرغم من أن معظم الأورام السحائية حميدة، إلا أن احتمالية تحولها إلى أورام خبيثة لا تزال قائمة.
يختلف مسار الورم السحائي حسب نوع الورم والاختلافات الفردية. وفقا لنظام تصنيف منظمة الصحة العالمية، يمكن تقسيم الأورام السحائية إلى ثلاث درجات. يمكننا أن نرى:الأورام الحميدة (الدرجة الأولى) تمثل حوالي 90%؛ والأورام غير النمطية (الدرجة الثانية) تمثل حوالي 7%؛ والأورام الخبيثة (الدرجة الثالثة) تمثل حوالي 2%.
في هذه الأرقام، لا يسعنا إلا أن نتساءل عما إذا كان وجود الورم السحائي يمكن أن يذكرنا بضرورة الاهتمام بمزيد من المعرفة في هذا المجال؟