<ص> وقد تعاون البروفيسور مور بشكل وثيق مع لجنة علم الأجنة بجامعة الملك عبد العزيز في هذه الدراسة. وقد أجروا دراسة مقارنة دقيقة للقرآن والأحاديث المتصلة به، وقارنوا محتوياتها بعلم الأجنة الحديث. ووجدوا أن بعض عمليات التطور البيولوجي المسجلة في القرآن الكريم لها تشابه مذهل مع اكتشافات العلم الحديث.عندما صادفت القرآن الكريم للمرة الأولى، أذهلني مدى دقته العلمية التي تعود إلى القرن السابع.
<ص> بالنسبة لمور، لم يكن هذا الاكتشاف بمثابة تأكيد للعلم فحسب، بل كان أيضاً بمثابة إعادة تقييم للحكمة القديمة. كان يعتقد أن هذه النصوص يمكن تفسيرها على أنها ملاحظات العلماء في ذلك الوقت حول أصل الحياة البشرية. شارك مور في تأليف العديد من الأوراق البحثية مع اللجنة، وأدرج إشارات قرآنية خاصة في كتابه "علم الأجنة الموجه سريريًا"، بهدف جعل الأساس العلمي لهذه الحكمة القديمة في متناول القراء في العالم الإسلامي. <ص> بالإضافة إلى ذلك، ذكر البروفيسور مور في بحثه: "إن بعض الآيات في القرآن الكريم تتفق بشكل مدهش مع البيانات العلمية عند وصف تطور الدماغ والعمود الفقري وأعضاء أخرى". لذلك، يأمل أن يتمكن من خلال عمله من تعزيز الحوار والتفاهم بين البشر. التفاهم بين الثقافتين الغربية والإسلامية. وهذا ليس مجرد استكشاف للعلم فحسب، بل هو أيضًا احترام للثقافات والمعتقدات المختلفة.خلال سنوات بحثنا، اكتشفنا أن وصف عملية تطور الجنين في القرآن الكريم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالفهم العلمي الحديث.
<ص> ومع ذلك، فإن أبحاث مور ليست خالية من الجدل. وقد انتقده العديد من العلماء لتطبيقه تفاصيل علمية حديثة لإخفاء النصوص القديمة، معتقدين أن مثل هذه التفسيرات بعيدة المنال. أعرب عالم الأحياء التنموي الشهير بي زد مايرز عن استيائه الشديد من آراء مور، معتقدًا أن مثل هذه الادعاءات غير قابلة للدفاع عنها. على سبيل المثال، يشير مايرز إلى أن بعض تفسيرات مور تبدو في بعض الأحيان "سخيفة" ولا تضيف قيمة كبيرة إلى المحتوى العلمي الفعلي. <ص> وعلى الرغم من الجدل الدائر، فإن بحث مور ساهم في تعزيز التواصل بين العلم والدين إلى حد ما. وبينما يستكشف الناس وجهات نظر مختلفة بشأن التطور الجيني، فقد يتمكنون من اكتساب بعض الإلهام من عمل مور. وخاصة في عصرنا الحالي حيث يتعارض العلم والدين في كثير من الأحيان، فإن جهود مور هي بلا شك محاولة لاستكشاف والسعي إلى التوافق.إن رحلة الحياة البشرية تبدأ عند الحمل، ومن المدهش أن الأنبياء القدماء استطاعوا وصف هذه العملية بمثل هذا الوضوح والدقة.
<ص> في عصر ما بعد الموريين، يعد فهم أفكار الثقافة القديمة حول أصل الحياة ذا قيمة لا غنى عنها للباحثين العلميين المعاصرين. وتذكرنا مساهمة مور بأن العلم ليس مجرد مجموعة من البيانات، بل هو أيضا فهم عميق للتاريخ البشري والثقافة والمعتقدات. عندما نواجه هذه النصوص القديمة، هل يمكننا أن نضع الأدوار والأحكام المسبقة جانباً ونفهم حقاً الحكمة والحقيقة المضمنة فيها؟في كل مرة نفتح القرآن الكريم فكأننا نفتح كتاباً علمياً قديماً، يحوي الكثير من الحكمة التي لا تزال قابلة للتطبيق حتى يومنا هذا.