في الجهاز المناعي البشري، تعد وظيفة خلايا الدم البيضاء أمرًا بالغ الأهمية، خاصة في الاستجابة للعدوى وتلف الأنسجة. عندما تغزو البكتيريا أو الفيروسات، تتجمع خلايا الدم البيضاء بسرعة في الموقع المصاب من خلال عملية تسمى تسرب الكريات البيض. هذه العملية ليست فقط محورية للاستجابة المناعية، ولكنها تكشف أيضًا عن الدور المهم للمواد الكيميائية في توجيه العمل ضد العدوى. ص>
يحدث تسرب الكريات البيض بشكل رئيسي في الأوردة التالية للشعيرات الدموية، حيث تكون قوة قص تدفق الدم أصغر، مما يسمح للكريات البيض بالاحتفاظ بالبطانة الوعائية والالتصاق بها بشكل أكثر فعالية. وقد أظهرت الدراسات أن هذه العملية تنقسم إلى أربع خطوات رئيسية: الجذب الكيميائي، والالتصاق المتداول، والالتصاق المحكم، والانتقال عبر البطانة. ص>
"بمجرد الإصابة، ستطلق البلاعم المحلية السيتوكينات، مثل IL-1 وTNFα، التي تحفز الخلايا البطانية للتعبير عن جزيئات الالتصاق، مما يمهد الطريق لتسلل كريات الدم البيضاء."
هذه المرحلة مسؤولة أولاً عن البلاعم في الأنسجة. عندما يتم التعرف على مسببات الأمراض، فإنها تطلق السيتوكينات التي تحفز الخلايا البطانية القريبة على التعبير عن جزيئات التصاق الخلايا، بما في ذلك المحددات. ومع إطلاق الهرمونات الكيميائية مثل C5a، يتم توجيه خلايا الدم البيضاء إلى موقع الإصابة أو العدوى. ص>
خلال مرحلة الالتصاق المتدحرج، ترتبط بعض الروابط الكربوهيدراتية الموجودة على سطح كريات الدم البيضاء بالسيلتينات الموجودة في الخلايا البطانية ذات ألفة أقل، على غرار الفيلكرو. يؤدي هذا الارتباط إلى تباطؤ خلايا الدم البيضاء والبدء في التدحرج على طول بطانة الأوعية الدموية على سطح الخلايا البطانية. أثناء عملية التدحرج، يحدث ارتباط وتفكك عشوائي بين المحدد والربيط الخاص به، مما يجعل خلايا الدم البيضاء أقرب إلى المنطقة المصابة. ص>
مع تقدم العملية، تبدأ الإشارات الكيميائية التي تعزز اختراق كريات الدم البيضاء في تنشيط كريات الدم البيضاء المتدحرجة، مما يؤدي إلى تغيير ألفة الإنتغرينات على أسطحها من الأقل إلى الأعلى. مثل هذا الأداء يسمح للإنترينات في الجزء العلوي والسفلي من خلايا الدم البيضاء بالالتصاق بإحكام على سطح الخلايا البطانية، مما يكمل تعزيز الالتصاق ويجعل خلايا الدم البيضاء تبدأ في عدم الحركة. ص>
عندما تستعد الكريات البيض بعد ذلك لعبور البطانة الوعائية، يتم إعادة تنظيم هيكلها الخلوي، مما يتسبب في انتشار الكريات البيض على الخلايا البطانية واختراق المسافات بين الخلايا البطانية على شكل أقدام كاذبة. تسمى هذه العملية "تسلل الكريات البيض." بمجرد عبور البطانة بنجاح، تدخل الكريات البيض إلى الفضاء الخلالي وتتحرك على طول التدرج الكيميائي نحو الموقع المتضرر. ص>
"توضح هذه العملية أن استجابة الجسم للعدوى ليست سريعة فحسب، ولكنها منظمة بشكل دقيق، وهي عملية فيزيائية حيوية تتكون من خطوات متعددة."
تلعب الهرمونات الخلوية دورًا حاسمًا في هذه العملية. فهي لا تنظم نفاذية الأوعية الدموية فحسب، بل إنها تعزز أيضًا التفاعلات بين خلايا الدم البيضاء. إن إطلاق السيتوكينات مثل IL-1 وTNFα يسمح لخلايا الدم البيضاء بالقيام بعملها في الوقت المناسب وفي المكان المناسب. ص>
نقص التصاق الكريات البيض (LAD) هو مرض وراثي حيث تكون الكريات البيض غير قادرة على الالتزام بنجاح واختراق البطانة بسبب وجود خلل في سلسلة إنتغرين β2، مما يؤدي إلى معاناة المرضى في كثير من الأحيان من الالتهابات البكتيرية. وفي الوقت نفسه، في بعض الأمراض مثل الإنتان، يمكن أن تصبح عملية تسرب خلايا الدم البيضاء خارجة عن السيطرة، مما يسبب المزيد من الضرر للجسم. ص>
في السنوات الأخيرة، سمح ظهور أجهزة الموائع الدقيقة للباحثين بالتعمق أكثر في التفاعل بين كريات الدم البيضاء والخلايا البطانية وتحليل سلوك تسرب الكريات البيض في ظل ظروف سوائل مختلفة. لا تعمل هذه الدراسات على تحسين فهمنا لآليات الاستجابة المناعية فحسب، بل قد توفر أيضًا أفكارًا جديدة لتطوير أدوية جديدة، مثل خيارات علاج قصور العدلات. ص>
في هذه العملية البيولوجية الغامضة، يمكن توجيه خلايا الدم البيضاء إلى موقع الإصابة بهذه الكفاءة، فهل هناك آليات أخرى غير مكتشفة تدعم عملها؟ ص>