توجد في الغابات المطيرة الكثيفة في بيرو مدينة أسطورية تسمى بايتيتي، والتي تعتبر الملاذ الأخير والكنز لحضارة الإنكا. باعتبارها واحدة من أكثر المدن المفقودة الغامضة في أمريكا الجنوبية، جذبت بايتيتي انتباه عدد لا يحصى من المستكشفين والعلماء. ومع ذلك، فإن المكان الدقيق الذي تختبئ فيه هذه المدينة الأسطورية لا يزال لغزا.
وصفت مدينة بايتيتي الأسطورية بأنها مكان غني، يحتوي على كميات كبيرة من الذهب والفضة والمجوهرات.
ترتبط قصة بايتيتي ارتباطًا وثيقًا بالبطل الثقافي الإنكا إنكاري. وفقًا للأسطورة، بعد تأسيس مدينتي كيورو وكوسكو، اختار شعب إنكاري العيش في عزلة في بايتيتي، وهي مدينة تقع في غابات غينيا المطيرة على الجانب الشرقي من جبال الأنديز. تشير روايات مختلفة من الأسطورة إلى أن بايتيتي ربما كانت تقع في منطقة الحدود بين بوليفيا والبرازيل، حيث أصبحت مكانًا للجوء للإنكا.
في عام 2001، اكتشف عالم الآثار الإيطالي ماريو بوجليا تقريراً عن بايتيتي في الأرشيف اليسوعي في روما. يصف التقرير، الذي كتبه المبشر أندريس لوبيز، مدينة ثرية تدعى بايتيتي تقع في الغابات المطيرة. ورغم أن التقرير جذب اهتماما واسع النطاق، فإن موثوقية محتوياته كانت موضع تساؤل لأن لوبيز أوبرادور نفسه لم يزر بايتيتي مطلقا.
تذكر العديد من الوثائق التاريخية من الفترة الاستعمارية مدينة بايتيتي وموقعها المحتمل وتصف بعثات متعددة لاستكشافها.
على مدى المائة عام الماضية، جاء العديد من المستكشفين إلى هنا بحثًا عن بايتيتي. في عام 1925، بدأ المستكشف الشهير بوسي هاريسون فوسيت رحلاته البحثية في ماتو جروسو، البرازيل. ولم يكن الأمر كذلك إلا في عام 2011 عندما حاولت بعثة بريطانية أيضًا الكشف عن لغز بايتيتي. تتبع هذه البعثات درب الإنكا في أعماق غابات الأمازون المطيرة بحثًا عن بقايا حضارة الإنكا القديمة.
ومع تقدم عمليات الاستكشاف، اكتشف العديد من علماء الآثار شظايا فخارية مرتبطة بالإنكا، مما يثبت أن المنطقة كانت ذات يوم موقعًا لوجود عسكري للإنكا.
لا تعكس هذه الأعمال الثقافية خيال الناس عن بايتيتي فحسب، بل تعكس أيضًا الدافع للاستكشاف والاكتشاف.
حتى يومنا هذا، لا يوجد إجماع على موقع بايتيتي، ولا تزال البعثات الاستكشافية والأعمال الأثرية المختلفة مستمرة، حيث من المحتمل أن يغير كل اكتشاف فهمنا لهذه المدينة المفقودة. ومع تقدم التكنولوجيا، قد تتمكن طرق الاستكشاف الجديدة من العثور على أدلة أكثر إقناعا لتأكيد وجود بايتيتي.
هل يمكن التعرف على هذه المدينة المخفية، أم أنها ستبقى إلى الأبد أسطورة وستصبح لغزا لم يتم حله؟