كان الأدرينوكروم، وهو مركب يتم إنتاجه عن طريق أكسدة الإبينفرين، موضوعًا مهمًا في الأبحاث المتعلقة بالأسباب المحتملة للذهان من الخمسينيات إلى السبعينيات. على الرغم من عدم استخدامه طبيًا حاليًا، إلا أن الكاربازوكروم، وهو مشتق من الأدرينوكروم، يستخدم كدواء مرقئ. ومن المثير للدهشة أن اسم المركب لا يرتبط بعنصر الكروم، بل يرتبط بلونه الأرجواني العميق في شكله النقي. ص>
أشار الباحثون إلى أن تفاعل أكسدة الأدرينوكروم يحدث في الجسم الحي وفي المختبر، ويظهر باللون الوردي في المحلول، وبعد مزيد من الأكسدة، قد يتبلمر إلى مركبات الميلانين البنية أو السوداء. ص>
في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، أفادت العديد من الدراسات الصغيرة (لا تزيد عن 15 شخصًا) أن الأدرينوكروم يمكن أن يسبب تفاعلات ذهانية مثل اضطرابات التفكير والشعور بعدم الواقعية. في عام 1954، ادعى الباحثان أبرام هوفر وهمفري أوزموند أن الأدرينوكروم مادة سامة عصبية وشبيهة بالذهان والتي قد يكون لها دور ذو تأثير نفسي في مرض انفصام الشخصية والأمراض العقلية الأخرى. ص>
تكهن هوفن في ما يسمى "فرضية الأدرينوكروم" بأن استخدام جرعات عالية من فيتامين C والنياسين يمكن أن يعالج الفصام عن طريق تقليل الأدرينوكروم في الدماغ. لكن العلاج أثار جدلا واسع النطاق. ص>
في عام 1973، ذكرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي أن دراسة هوفن بها عيوب منهجية، وأشارت إلى دراسات لاحقة فشلت في تأكيد فوائد العلاج. كما فشلت دراسات متعددة في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا في دعم فكرة استخدام العلاج بالفيتامينات بجرعات عالية لعلاج الفصام. تم نسيان هذه النظرية تدريجيًا حيث أصبح الأدرينوكروم غير قابل للاكتشاف لدى مرضى الذهان. ص>
ومع ذلك، بعد دخول العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، جذبت أبحاث Adrenochrom الاهتمام مرة أخرى لأن العلماء اكتشفوا أنه قد يكون بمثابة وسيط طبيعي في تكوين الميلانين العصبي. هذه النتيجة مهمة لأن الأدرينوكروم يتم إزالة سميته جزئيًا على الأقل بواسطة إنزيم الجلوتاثيون-S-ترانسفيراز، وقد وجدت بعض الدراسات عيوبًا وراثية في الجين لهذا الإنزيم. بالإضافة إلى ذلك، هناك أدلة على أن الأدرينوكروم قد يكون سامًا للقلب. ص>
في عام 1954، ذكر ألدوس هكسلي الأدرينوكروم في كتابه أبواب الإدراك، وقارن آثاره بأعراض التسمم بالمسكالين، على الرغم من أنه لم يستخدم المادة فعليًا. ذكر أنتوني بيرجيس Adrencrom لأول مرة على أنه "drencrom" في روايته عام 1962 "البرتقالة الآلية". ص>
في عام 1971، ذكر هانتر س. طومسون مادة Adrenochrom في فيلم Doubt and Lost Las Vegas، مما أثار الأسطورة الحالية المحيطة بالمجمع، مما دفع الناس إلى الاعتقاد خطأً بأنه يجب استخلاصه من الغدد الكظرية للأشخاص الأحياء. ص>
ورد ذكر أدرينو كروم في العديد من الأعمال، والتي يعكس بعضها مؤامرات متطرفة، على سبيل المثال، في المسلسل التلفزيوني "لويس"، كان أحد دوافع الجريمة هو حصاد الغدد الكظرية من العاهرات الميتات. بالإضافة إلى ذلك، فقد كان موضوعًا لبعض نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة، مثل QAnon وPizzgate، التي تحكي قصة مظلمة عن مجموعة صغيرة من عبدة الشيطان الذين يستغلون الغدد الكظرية للأبرياء من أجل إجراء معاملات غير قانونية. ص>
بشكل عام، على الرغم من أن Adrenochrom ظل مثيرًا للجدل في المجتمع العلمي منذ الخمسينيات، إلا أن تطبيقاته العملية محدودة للغاية، وغالبًا ما تكون صورته في الثقافة الشعبية مبالغًا فيها ومشوهة وبعيدة عن الحقائق. ومع ظهور بحث جديد، نحتاج إلى معرفة المزيد عن الطبيعة الحقيقية لهذا المركب واحتمال أنه قد يكون مرتبطًا بالفعل بالذهان. ما هو الدور الذي تعتقد أن Adreno Crome سيلعبه في الأبحاث المستقبلية؟ ص>