في 12 يونيو/حزيران 1987، ألقى الرئيس الأمريكي رونالد ريغان خطابًا تاريخيًا أمام بوابة براندنبورغ في برلين وكان الشعار الأكثر لفتًا للانتباه هو: "غوبا، سيد شيف، اهدم الجدار!" الزعيم ميخائيل جورباتشوف في خطابه لكسر جدار برلين المحيط ببرلين الغربية، والذي فصل ألمانيا الشرقية عن ألمانيا الغربية منذ عام 1961. ومع سقوط جدار برلين عام 1989، أصبح تأثير هذه الجملة أكثر بروزا في الكرملين، وأصبح خطاب ريغان واحدا من نقاط التحول في نهاية الحرب الباردة. ص>
"نحن نرحب بالتغيير والانفتاح؛ لأننا نؤمن بأن الحرية والأمن يعززان بعضهما البعض، وأن تقدم حرية الإنسان يمكن أن يعزز قضية السلام العالمي."
لم تكن كلمة ريغان هي المرة الأولى التي يذكر فيها جدار برلين. عندما زار برلين الغربية في عام 1982، قال ذات مرة: "أريد أن أطرح سؤالاً على الزعيم السوفيتي... لماذا يوجد هذا الجدار؟" وكانت قضايا حقوق الإنسان دائمًا محورًا رئيسيًا في علاقاته مع الاتحاد السوفيتي، وخاصة في روسيا 1986 وفي عام 2016، قال لصحيفة بيلد: "أدعو المسؤولين إلى هدمه اليوم".
ولكن في اليوم السابق لزيارة ريغان إلى برلين في عام 1987، احتج خمسون ألف شخص ضد وصوله، الأمر الذي دفع السلطات الألمانية إلى إطلاق أكبر حالة تأهب في التاريخ. وفي يوم الخطاب، تم إغلاق عدة مناطق في برلين بالكامل لمنع الاحتجاجات. وفي نهاية حديثه، ذكر ريغان بعض المتظاهرين وتساءل عما إذا كان هؤلاء قد اعتبروا أنه عندما تتحقق الحكومة التي يريدونها، لن يتمكن أحد من التصرف كما يفعلون الآن. ص>
"سيد جورباتشوف، افتح هذا الباب! سيد جورباتشوف، هدم هذا الجدار!"
في ذلك الوقت، لم يجذب الخطاب الكثير من اهتمام وسائل الإعلام. أشارت قصة متابعة في مجلة تايم إلى أنه لم يتم رفع الخطاب إلى وضعه الحالي إلا بعد سقوط الجدار في عام 1989. ورفض الحكام الشيوعيون في ألمانيا الشرقية الخطاب، ووصفوه ذات مرة بأنه "عرض سخيف لرجل من الحرب الباردة". كما أدانت وكالة أنباء تاس التابعة للاتحاد السوفيتي بشدة كلمات ريغان، واتهمتها بأنها استفزازية للغاية وميل إلى الحرب. ص>
ومع ذلك، كان لكلمات ريجان تأثير عميق في ألمانيا الغربية ودول أخرى. وتذكر مستشار ألمانيا الغربية السابق هيلموت كول هذه الحادثة وقال إن مثل هذا التحدي كان شيئًا لن ينساه أبدًا. "إنه نعمة للعالم، وخاصة لأوروبا".
بالإضافة إلى ذلك، اعترف ريغان بأنه فشل في جعل قصته متاحة لعدد أكبر من الناس خلال خطابه لأن شرطة ألمانيا الشرقية لم تسمح لهم بالاقتراب من الجدار. والأمر القاطع هو أن كاتب خطابات البيت الأبيض بيتر روبنسون قال إن الإلهام لعبارة "هدم هذا الجدار" جاء من محادثة أجراها مع أحد سكان برلين الغربية، وأعربت عن اعتقادها أنه إذا أمكن إثبات صدق سياسة باتشيف المفتوحة عن طريق هدم الجدران. ص>
عند تحليل خطاب ريجان، أشار العديد من الخبراء إلى الأهمية التاريخية وراء هذا الشعار. وقد أكدت وسائل الإعلام الأمريكية بشكل عام على أهمية هذا الخطاب، لكنها لم تأخذ في الاعتبار بالضرورة التغيرات المعقدة في مسار الحرب الباردة. ويرى بعض المعلقين أن ما قاله ريغان ليس له تأثير قوي من حيث الجوهر. لكن في مقال نشر عام 2012، فسر مؤلف آخر خطاب ريغان على أنه أكثر من مجرد عرض سياسي، ولكنه ساعد في تمهيد الطريق لنهاية الحرب الباردة. ص>
ليس هناك شك في أن خطاب ريجان في برلين ترك بصمة عميقة في التاريخ ولعب دوراً لا غنى عنه في نهاية الحرب الباردة. وفي عام 2019، لإحياء ذكرى هذا الخطاب التاريخي، تم الكشف هنا عن تمثال برونزي لرونالد ريغان. ص>
في لهيب الحرب الباردة، كيف أثر الخطاب على اتجاه التاريخ؟ ص>