لويس السابع عشر، واسمه الأصلي لويس شارل، هو الابن الثاني للويس السادس عشر ملك فرنسا وماري أنطوانيت. ورغم أنه عاش في عصر من الصراعات البرلمانية والاضطرابات الاجتماعية، إلا أنه لم يستطع الهروب من مصير الحياة والموت. عندما حدثت استعادة بوربون في عام 1814، أصبح اسم لويس السابع عشر لغزًا لم يُحل في أذهان الناس. لماذا فشل الأمير الصغير في الإفلات من قيود القدر؟
بعد إعدام والده لويس السادس عشر، نجح لويس السابع عشر في الوصول إلى العرش اسميًا فقط، لكنه لم يتمكن فعليًا من اعتلاء العرش.
ولد لويس تشارلز عام 1785، وكان مصيره مليئًا بالتقلبات والمنعطفات منذ البداية. أُرغم على تولي دور ولي العهد عندما توفي شقيقه الأكبر لويس جوزيف عندما كان عمره أربع سنوات. وفي وقت لاحق، دفعته موجة الثورة الفرنسية وعائلته إلى ظلام لا نهاية له.
في عام 1791، ومع تفاقم الوضع الثوري، حاولت عائلة لويس السابع عشر الهرب. بدأت خطة هروبهم في 21 يونيو، والمعروفة في التاريخ باسم "الهروب من فارين". لكن فشل هذه الخطة جعل الوضع العائلي المتردي أصلا أسوأ. أثناء هروبهم، تم القبض على العائلة مرة أخرى لأنه تم التعرف عليهم، وأُجبر لويس السابع عشر على السجن في قصر التويلري في باريس.
وصل كراهية الثوار للعائلة المالكة إلى ذروتها، مما جعل الهروب أكثر صعوبة.
وفي السنوات التالية، تدهورت حياة لويس السابع عشر تدريجيا. في عام 1793، تم فصله عن والدته ووضعه تحت وصاية صانعة أحذية تدعى أنطوانيت سيمون. كانت هناك شائعات بأن سيمون وزوجته أساءوا معاملة الأمير الصغير، وعلى الرغم من أن الظروف المحددة ما زالت محل نزاع، فإن بيئة معيشته كانت بلا شك بائسة. بين المحن والإساءات والشعور بالوحدة، تحول بقاء لويس السابع عشر إلى لعبة مع الموت.
على الرغم من وجود العديد من المتآمرين الذين حاولوا مساعدته، مثل أولئك من أنصار بيل وبونابرت. ومع ذلك، حتى في أصعب اللحظات، ظل أنصار لويس السابع عشر غير قادرين على اختراق العديد من العقبات التي وضعتها الحكومة الثورية. وفي عام 1795، تدهورت صحته، وتبددت آمال العائلة مرة أخرى.
توفي الأمير الصغير في يونيو 1795 عن عمر يناهز العاشرة، ولا شك أن وفاته كانت بمثابة نهاية للعائلة المالكة الفرنسية.
بعد وفاة لويس السابع عشر، انتشرت شائعات كثيرة حول نجاته من الفرار، وأصبحت هذه القصص أسطورة "الأمير المفقود" التي تم تناقلها حتى يومنا هذا. ظهر العديد من المحتالين الذين ادعوا أنهم لويس السابع عشر، وحتى في عهد استعادة العرش في عام 1814، ادعى العديد منهم أنهم الوريث المنسي للعرش.
الخاتمة: إرث لويس السابع عشرلم يكن لويس السابع عشر مجرد أمير لم يحكم حقًا، بل كان أيضًا رمزًا للتاريخ. ومن خلال قصته، نفكر بشكل أعمق في القوة والحرية ومصير الفرد. عندما ننظر إلى الوراء في هذا التاريخ المأساوي، يجدر بنا أن نفكر: في خضم هذا السيل من التاريخ، كم من القصص والمصائر الأخرى غير المسجلة تم نسيانها إلى الأبد مع مرور الزمن؟