البحث عن الحقيقة في الهلوسة: لماذا يعتقد المرضى النفسيين أنه يتم التلاعب بهم؟

<ص> إن عالم الأمراض العقلية مليء بالأسرار، خاصة عندما يكون الأشخاص المصابون بالفصام مقتنعين بأن أفكارهم ومشاعرهم يتم التلاعب بها من قبل بعض القوى الخارجية. في هذه الحالة يبدأ في الظهور وهم يسمى "آلة التأثير". يتعمق مقال المحلل النفسي النمساوي فيكتور توسكي عام 1918 بعنوان "أصل "آلة التأثير" في الفصام" في هذه الظاهرة، ويكشف كيف يعتقد المرضى خطأً أن القوى الموجودة في العالم الخارجي تعمل سراً على قلوبهم. وهذا ليس مجرد هوس، ولكنه حاجة إلى فهم وشرح الأحداث غير المعروفة.

يعتقدون أن أفكارهم وأحاسيس أجسادهم يتم التلاعب بها بواسطة آلة غير مفهومة، وقوة هذه الآلة تخيفهم.

<ص> عندما نستكشف العالم الداخلي لمرضى الفصام، نجد أن الحدود بين أنفسهم والعالم الخارجي غالبًا ما تكون غير واضحة. وأشار تاوسك إلى أن حدوث هذه الحالة يرتبط بشكل وثيق بفقد المريض الوعي الذاتي. تذكرنا تجاربهم بالطفولة المبكرة، عندما لا يكون الأطفال قادرين بعد على التمييز بين أنفسهم والآخرين، وغالبًا ما يعتقدون أن والديهم أو آلهتهم لديهم نظرة ثاقبة لكل أفكارهم. عودة هذه الحالة النفسية تجعل المرضى يواجهون معضلة البحث عن السيطرة والتفسير.

لاحظ تاوسك أن "آلات التأثير" التي وصفها المرضى كانت في كثير من الأحيان عبارة عن إسقاطات لأجسادهم وتعكس حاجة نرجسية طفولية سابقة.

<ص> بالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين بالفصام، لا تكون هلوساتهم غير مفهومة فحسب، بل توفر أيضًا إطارًا لتفسير الظواهر التي لا يمكن تفسيرها. وسوف يعتقدون خطأً أن هذه الآلات هي كيانات خارجية، وغالباً ما يعتقدون أن مشغلي هذه الآلات هم أشخاص معينون، عادة ما يكونون أطباء، مما يجعل أوهام الاضطهاد لديهم تستمر في التعمق. على سبيل المثال، وصفت الحالة الشهيرة لجيمس تيلي ماثيوز ذات مرة جهازًا يسمى "النول الهوائي" ويعتقد أنه يتحكم في أفكاره ومشاعره.

أُرسل ماثيوز إلى مستشفى للأمراض العقلية في عام 1797 بسبب صراخه علنًا بكلمة "خيانة" في البرلمان البريطاني، وتم تفصيل هلوساته في كتاب نُشر عام 1810.

<ص> من هي الأصوات التي تقود هذه الروايات عن التلاعب المتصور؟ إنه سؤال يستحق التأمل. غالبًا ما يكون لقصص المرضى صدى في الأدب، كما هو الحال في رواية أحدهم طار فوق عش الوقواق، حيث يعتقد بطل الرواية "الرئيس" برودن أن كل شيء في مستشفى الأمراض العقلية هو "آلة" ويقع تحت سيطرة مجتمع تكنولوجي أكبر . وهذا يسمح لمفهوم "آلات التأثير" بتجاوز جذوره الذهانية وإثارة التفكير في التكنولوجيا والمجتمع نفسه.

لا يوجد هذا التشبيه للمجتمع التكنولوجي في الروايات فحسب، بل يستخدمه أيضًا بعض المؤلفين المتطرفين كأداة لانتقاد المجتمع الحديث.

<ص> عند مناقشة مفهوم تاوسك عن "آلات التأثير"، حتى أن البعض قارنه بالتلفزيون اليوم. اقترح الناشط جيري ماندر في كتاباته أن هناك أوجه تشابه بين التلفزيون و"آلة التأثير" الخاصة بتوسك، حيث أن كلاهما يعرض صور العالم الخارجي مباشرة في قلوبنا، مما يؤدي إلى تدفق المشاعر والتغيير في الاعتقاد. ويمكن القول أن هناك علاقة مرآة رائعة بين شكل الإعلام وأوهام مرضى الذهان.

كل هذا يذكر الناس بأنه في عالم اليوم المتقدم تقنيًا بشكل متزايد، سواء كانت أفكارنا وتصوراتنا للواقع لا تزال ملكنا، أو ما إذا كانت تتأثر بالتعديلات المستمرة.

<ص> باختصار، توفر "آلة التأثير" لتاوسك منظورًا مهمًا لفهم الأوهام لدى مرضى الفصام، مما يسمح لنا باستكشاف العمليات التفاعلية الخارجية والداخلية وراء الظواهر النفسية بشكل أفضل. وهذا ليس مجرد فهم لعلم النفس الفردي، ولكنه أيضًا انعكاس عميق لتأثير التكنولوجيا الاجتماعية الحديثة على نفوسنا. إذن، في هذا العصر المليء بالتكنولوجيا والبصيرة، هل نبحث أيضًا عن نوع من الحقيقة في نفس الوهم؟

Trending Knowledge

nan
كان المواجهة بين أولمبيك دي مرسيليا وباريس سان جيرمان تعتبر حدثًا كبيرًا في عالم كرة القدم الفرنسي.غالبًا ما يطلق على هذا المواجهة "Le Classique". <blockquote> "في هذه اللعبة ، وصل التوتر والاستثما
ملاحظة المهمة المدهشة: كيف تعمل آلة التأثير على تقويض الحدود بين الذات والعالم الخارجي؟
في تاريخ الطب النفسي، كان لمقال فيكتور تاوسك "حول أصل الآلية العاطفية في مرض الفصام" الذي نُشر عام 1919 تأثير عميق على فهم أنماط التفكير لدى مرضى الفصام. وكان التأثير عميقًا. وقد وصفت ملاحظات تاسكر وت
الآلات الغامضة في الذهان: كيف كشف تاسكر أسرار آلة التأثير؟
في عام 1918، قدم المحلل النفسي النمساوي فيكتور تاسكر لأول مرة كتابه "أصل "الآلة العاطفية" في مرض انفصام الشخصية" إلى جمعية التحليل النفسي في فيينا. لم يكن هذا المقال سبباً في إثارة مجتمع علم النفس في
nan
في سلسلة J.R.R.توضح لنا هذه القصة كيف استخدم Sauron هذه الحلقة لمعالجة الأشخاص الأحرار من الأرض الثانية في العصر الثاني والسيطرة عليها.يجمع إنشاء الحلقة بين الخلفية الأسطورية العميقة لـ Tolkien والأف

Responses