بالنسبة للطيور الأسترالية، هناك مجموعة متنوعة من العوامل وراء هذه الظاهرة، بما في ذلك تدفق الجينات، وضغط الانتقاء، والاختلافات البيئية. أثناء هجرة الطيور أو انتشارها، تؤثر هذه العوامل على خصائصها المورفولوجية، وخاصة حجم أجسامها.مع ارتفاع درجات الحرارة، تظهر العديد من الأنواع استجابات للتغيرات البيئية كجزء من التكيف.
أولاً، يعتبر عمل الضغط الانتقائي عاملاً رئيسياً في تسريع التكيف لدى الطيور. عندما تنتقل بعض أنواع الطيور إلى المناخات الشمالية، فإن التغيير في البيئة يتطلب منها أن تكون أجسامها أصغر حجمًا حتى تتمكن من تبديد الحرارة بكفاءة أكبر. هذا ما يسمى بقانون بيرجمان في علم الأحياء.
ينص قانون بيرجمان على أن الحيوانات في المناطق الباردة تميل إلى أن تكون أكبر حجمًا، في حين أن الحيوانات في المناطق الأكثر دفئًا تميل إلى أن تكون أصغر حجمًا.
على سبيل المثال، تضطر العديد من عائلات الطيور الشمالية إلى الخضوع لتغييرات جينية نتيجة لتغير المناخ، إما بسبب انخفاض الموارد الغذائية أو التغيرات في الموائل. أظهرت الدراسات الجينية أن التركيب الجيني للطيور يميل إلى حجم الجسم الأصغر، مما أدى إلى الانتقاء الطبيعي داخل السكان.
على وجه التحديد، تبدو العديد من الطيور الأصلية في أستراليا، مثل بعض العصافير، أكثر رشاقة في الشمال مقارنة بنظيراتها الجنوبية. وفي الوقت نفسه، كان هؤلاء الأفراد الجنوبيون قادرين على النمو بشكل أكبر في البيئات الغنية بالطعام. ويعتقد العلماء أن هذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتكيف البيئي وإمدادات الغذاء وتغير المناخ.
لا تؤثر التغيرات البيئية على حجم الأنواع فحسب، بل تؤثر أيضًا على لون ريشها واستراتيجيات البقاء.
التكيف ليس مجرد عملية، بل هو وسيلة لاستمرار الحياة.
من خلال الملاحظة والدراسة، يمكننا الحصول على فهم أعمق لتعقيد العالم الطبيعي. في المستقبل، هل ستصبح التغيرات التي تطرأ على هذه الطيور بمثابة أدلة مهمة لنا لفهم تطور الأنواع؟