شذوذ الجاذبية هو الفرق بين القيم المرصودة والمتوقعة ويمكن أن يكشف عن وجود بنية تحت السطح.
شذوذ الجاذبية هو الفرق بين قيمة الجاذبية الفعلية في موقع ما وقيمة الجاذبية المتوقعة بواسطة النماذج النظرية. إذا كانت الأرض عبارة عن شكل كروي مفلطح مثالي ذو كثافة موحدة، فإن الجاذبية عند كل نقطة على سطحها يمكن حسابها بدقة باستخدام صيغة جبرية بسيطة. ومع ذلك، فإن سطح الأرض وعر وتكوينه غير متساوٍ، مما يتسبب في تشويه المجال الجاذبي. وتؤثر هذه التغييرات بشكل عميق على دقة قياسات الجاذبية وتفسير النتائج.
تم اكتشاف الشذوذ الجاذبي لأول مرة في عام 1672، عندما لاحظ عالم الفلك الفرنسي جان ريتشر، في رحلة استكشافية إلى غيانا الفرنسية، أن البندول الذي عايره في باريس كان يتحرك بسرعة أبطأ بشكل ملحوظ عندما رصد النجوم في غيانا. دفعت هذه الظاهرة العلماء، بقيادة إسحاق نيوتن، إلى إجراء أبحاث معمقة حول الجاذبية وشذوذها.من أجل فهم شذوذ الجاذبية بشكل دقيق، لا بد من إجراء تصحيحات مختلفة لقيم الجاذبية المقاسة.
لفهم دقيق لتشوهات الجاذبية الناجمة عن الهياكل تحت الأرض، يحتاج الباحثون إلى إجراء العديد من التصحيحات على قياساتهم التي تأخذ في الاعتبار عوامل مثل تأثيرات المد والجزر والتضاريس ونماذج الجاذبية النموذجية. على سبيل المثال، تؤثر تأثيرات المد والجزر على قياسات الجاذبية بنحو 0.3 ملي جالون، ويرجع ذلك أساسًا إلى تأثير القمر، في حين يتعين تعديل التأثيرات الطبوغرافية للتغيرات في الارتفاع الحالي للمنصة.
توفر شذوذ الجاذبية معلومات مهمة حول توزيع المواد الموجودة تحت السطح. في القياسات الميدانية، عندما يكتشف جهاز قياس الجاذبية المحمول متغيرات غير طبيعية تتجاوز النطاق القياسي، فإنه غالبًا ما يشير إلى وجود كثافات مختلفة للمواد تحت الأرض. إذا تم قياس شذوذ إيجابي في منطقة معينة، فقد يعني هذا وجود كثافة أعلى من الرواسب المعدنية أسفلها. غالبًا ما ترتبط التشوهات السلبية بوجود مواد خفيفة الوزن.
يستخدم قياس الجاذبية على نطاق واسع، على سبيل المثال في استخراج النفط واستكشاف الموارد التعدينية ومشاريع البناء. إن مرونة أجهزة قياس الجاذبية المحمولة تسمح للباحثين بالحصول على البيانات بسرعة، وبالتالي تعزيز تقدم المشاريع ذات الصلة. وبالتزامن مع تقنيات الاستكشاف الجديدة، توفر هذه البيانات رؤى قيمة حول جدوى المشاريع واسعة النطاق.
وستصبح بيانات الجاذبية هذه بمثابة نافذة رئيسية لفهمنا للبنية الداخلية للأرض.في عصر البيانات الحالي، لا شك أن الراحة وآفاق التطبيق المتنوعة التي توفرها أجهزة قياس الجاذبية المحمولة تشكل تقدمًا مهمًا في البحث العلمي. ومع اعتمادنا بشكل متزايد على هذه الأجهزة ذات التقنية العالية، هل سنهمل الملاحظة والتفكير البديهي للبيئة الطبيعية بسبب اعتمادنا على الآلات؟