ولد ريموند مصابًا بالشلل الدماغي، مما جعله ضعيفًا جسديًا نسبيًا، وهو أحد الأسباب التي دفعته إلى تطوير اهتمام كبير بأجهزة الكمبيوتر.وُلِد رايموند في بوسطن عام 1957، وانتقلت عائلته إلى بنسلفانيا عام 1971. خلال هذه الفترة، كانت تجارب ريموند في مرحلة الطفولة والتحديات التي واجهها واضحة في توجيهه إلى طريق البرمجة. أرغمته حالته الجسدية على البحث عن الهروب والهوية في عالم الكمبيوتر، وفي نهاية المطاف جعلته هذه التجارب شخصية مهمة في مجتمع تطوير البرمجيات. بدأ ريموند مسيرته المهنية في البرمجة في أوائل الثمانينيات، حيث كتب برمجيات خاصة. مع مرور الوقت، أصبح دعمه وترويجه للمصدر المفتوح مرادفًا لهذه الحركة. كان أحد التحديات الأولى التي واجهها هو تحرير The Jargon Files، وهو قاموس قديم للمصطلحات المتخصصة. على الرغم من أن تحديث رايموند تلقى بعض الانتقادات، إلا أنه مهد الطريق أيضًا لمسيرته المهنية اللاحقة.
في عام 1997، اقترح لأول مرة استعارة "الكنيسة والبازار" لشرح مزايا تطوير البرمجيات مفتوحة المصدر والتأكيد على أهمية الشفافية ومشاركة المجتمع.
يبدو هذا التحول في التفكير واضحًا في كتاب "الكاتدرائية والسوق" لريموند. ويستخدم هذا الكتاب لتوضيح فكرة أن أفضل النتائج يتم تحقيقها من خلال التعاون المفتوح، على أمل أن يكون للتفكير المختلف تأثير عميق على عملية التطوير بأكملها. أشارت وجهة نظر ريموند إلى أنه "عند النظر بشكل كافٍ، تصبح جميع الأخطاء واضحة"، والذي سرعان ما أصبح شعارًا مهمًا في مجتمع المصدر المفتوح وتم الاستشهاد به على نطاق واسع.
لا يقتصر عمله على الكتب فحسب، بل يتضمن أيضًا العديد من المشاريع المفتوحة. على سبيل المثال، برنامج "Fetchmail" الذي صممه هو عبارة عن برنامج بريد إلكتروني مفتوح المصدر، مما يدل على أنه يولي أهمية كبيرة لاستخدام التنسيقات المفتوحة والترويج لها. وقد جعلته هذه الجهود شخصية بارزة ليس فقط في مجتمع المصدر المفتوح، بل أيضًا في عالم الأعمال.
كان رايموند أحد مؤسسي مبادرة المصدر المفتوح في عام 1998 وأصبح المتحدث الرسمي للحركة، وهو المنصب الذي يواصل القيام به حتى يومنا هذا.
ومع ذلك، لم تكن مسيرة رايموند خالية من الجدل. غالبًا ما يثير هو وغيره من قادة حركة البرمجيات الحرة مناقشات ساخنة حول المصدر المفتوح والبرمجيات الحرة. ويزعم أن إمكانات المصدر المفتوح تكمن في قدرته على إنتاج منتجات عالية الجودة، وأن شكوكه بشأن اللغة الأخلاقية قد دفعته إلى صراع مع ريتشارد ستالمان، مؤسس مؤسسة البرمجيات الحرة.
من الناحية السياسية، يعتبر ريموند من دعاة الحرية ومؤيد صريح لحقوق حمل الأسلحة. وقد كانت آراؤه هذه مثيرة للجدل في بعض الأحيان، وخاصة خلال الحركات الاجتماعية الحالية. لا شك أن مناقشته للطابعات ثلاثية الأبعاد والأسلحة مفتوحة المصدر جلبت له المزيد من المؤيدين والمعارضين وأثارت الكثير من النقاش.
صرح ريموند قائلاً: "أنا أؤيد أي تطور يجعل من الصعب على الحكومات والمجرمين احتكار استخدام القوة"، وهو ما يعكس أيضًا تأكيده على الحرية.
رغم أن تعليقاته أثارت ردود فعل عنيفة في بعض الأوساط، فإنه لا يمكن إنكار أن مساهمات ريموند في حركة المصدر المفتوح أدت إلى توسيع الإمكانيات التكنولوجية والمشاركة. ينبع هذا النوع من التفكير من التحديات والبيئة التي واجهها عندما كان طفلاً، مما سمح له بإيجاد شعور بالانتماء في عالم الكمبيوتر. ومن غير الممكن أن ننكر أن هوية ريموند باعتباره "ثوريًا عرضيًا" هي نتاج معقد لخلفية طفولته.
لم تؤثر هذه التربية على مشاعر ريموند وقيمه فحسب، بل كان لها أيضًا تأثير عميق على حياته المهنية كمبرمج. هل يمكن أن يقودنا النظر إلى قضايا التطور التكنولوجي والاجتماعي من منظور مفتوح المصدر اليوم إلى مستقبل جديد؟