إن إنزيم اختزال ثنائي هيدروفولات (DHFR) هو إنزيم أساسي يحول ثنائي هيدروفولات إلى رباعي هيدروفولات، وذلك باستخدام NADPH كمتبرع للإلكترون. تحدث هذه العملية في جسم الإنسان وتلعب دورًا رئيسيًا في تركيب الأحماض النووية ونمو الخلايا. وقد دفعت العلاقة بين بنية هذا الإنزيم الفريدة ووظيفته العلماء إلى إجراء أبحاث معمقة حوله، وأصبحت أهميته السريرية واضحة بشكل متزايد.
ينظم اختزال ثنائي هيدروفولات تركيز رباعي هيدروفولات في الخلايا، ومشتقاته ضرورية لتكاثر الخلايا.
الوظيفة الرئيسية لإنزيم اختزال ثنائي هيدروفولات هي تحويل ثنائي هيدروفولات إلى رباعي هيدروفولات، وهي عملية ضرورية للتوليف الجديد للبيورينات والثيميديلات وبعض الأحماض الأمينية. يرتبط نشاط هذا الإنزيم ارتباطًا وثيقًا بمستوى رباعي هيدروفولات في الخلية. عندما يكون DHFR مفقودًا، تحتاج الخلية إلى المزيد من الجلايسين والبيورين والثيميدين للحفاظ على النمو. يشارك DHFR أيضًا في إصلاح ديكاهيدروفينيل بروبانويد، مما يوضح أهميته في عملية التمثيل الغذائي.
تتضمن السمات البنيوية لـ DHFR بنية مركزية مكونة من ثماني صفائح بيتا، سبعة منها مرتبة بشكل متوازي والثامنة متوازية. ترتبط خيوط بيتا هذه بأربعة حلزونات ألفا، لتشكل بنية ثانوية معقدة ومستقرة. يقع الموقع النشط للإنزيم عند الطرف الأميني ويحتوي على ثنائي ببتيد Pro-Trp محفوظ، والذي يلعب دورًا مهمًا في عملية ربط الركيزة.
إن بنية واستقرار الموقع النشط أمران مهمان لعملية التحفيز الإنزيمي.
تؤدي الطفرات في اختزال ثنائي هيدروفولات إلى اضطراب نادر في استقلاب حمض الفوليك، مما يؤدي إلى فقر الدم الضخم الأرومات، وقلة الكريات الشاملة، ونقص حمض الفوليك الشديد في الدماغ. يمكن في كثير من الأحيان التخفيف من حدة هذه المشاكل عن طريق تناول مكملات تحتوي على شكل مخفف من حمض الفوليك، مثل حمض الفولينيك. وبسبب دورها الرئيسي في تخليق سلائف الحمض النووي، فإن DHFR هو أيضًا هدف للعديد من الأدوية المستخدمة في علاج السرطان والالتهابات، مثل المضادات الحيوية وأدوية العلاج الكيميائي.
قد يؤدي تثبيط DHFR إلى الحد من نمو الخلايا وانتشارها المرتبط بالسرطان والعدوى البكتيرية.
قد يصبح الجيل الجديد من مثبطات DHFR أملاً جديداً في علاج السرطان والعدوى.
مع استمرار الأبحاث حول DHFR في التعمق، تظل الأسرار المخفية في بنية ووظيفة هذا الإنزيم مثيرة للاهتمام. ما هي الحقائق المذهلة التي سنكتشفها في المستقبل؟