الفقرة الصدرية هي الجزء الأوسط من العمود الفقري للفقاريات، بين الفقرات العنقية والقطنية. يمتلك الإنسان اثنتي عشرة فقرة صدرية، يقع حجمها بين الفقرات العنقية والقطنية ويزداد باتجاه الفقرات القطنية. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي جوانب هذه الفقرات الصدرية على أسطح مفصلية تتصل برؤوس الأضلاع، مما يسمح لها بلعب وظيفة داعمة ووقائية مهمة في العديد من الحيوانات. ص>
إن وجود الفقرات الصدرية لا يدعم العمود الفقري فحسب، بل له أيضًا تأثير حاسم على بنية ووظيفة الصدر. ص>
في جسم الإنسان، يتم تصنيف الفقرات الصدرية من T1 إلى T12، ولكل منها خصائص فريدة. يوجد سطح مفصلي كامل بجوار الفقرة الصدرية الأولى (T1) ليتصل بالضلع الأول، وله عدة هياكل تشريحية خاصة، مثل الثقبة الفقرية العلوية العميقة والجسم الفقري الواسع. مع تقدم الفقرات الصدرية، من الفقرة الصدرية الثانية (T2) إلى الفقرة الصدرية الثامنة (T8)، فإنها تتغير في الحجم والشكل وتساهم من الناحية الفسيولوجية في وظيفة العمود الفقري. ص>
ومن الجدير بالذكر أن الفقرة الصدرية العاشرة (T10) لها سطح مفصلي كامل، في حين أن الفقرتين الصدريتين الحادية عشرة (T11) والثانية عشرة (T12) أقرب إلى الفقرات القطنية من حيث الشكل. ص>
يختلف عدد الفقرات الصدرية بشكل كبير بين الحيوانات المختلفة. على سبيل المثال، تحتوي معظم الجرابيات على 13 فقرة صدرية، لكن الكوالا لديها 11 فقرة فقط. من الواضح أن عدد الفقرات الصدرية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالبيئة المعيشية للحيوان واحتياجاته الفسيولوجية. ص>
أظهرت الدراسات أن الحيوانات التي تحتوي على فقرات صدرية أكثر، مثل الخيول والتابير ووحيد القرن والفيلة، تتفوق بشكل عام في حركة العمود الفقري واستقراره. ص>
في الثدييات، يمكن أن يختلف عدد الفقرات الصدرية من 12 إلى 15 فقرة، في حين أن الخيول والخرطوم وبعض الزواحف قد تحتوي على ما يصل إلى 18 إلى 20 فقرة صدرية. والأكثر إثارة للدهشة هو أن عدد الفقرات الصدرية لدى بعض حيوانات الكسلان يصل إلى 25 فقرة. وقد جذبت هذه الظاهرة اهتمامًا واسع النطاق في المجتمع العلمي. ص>
وفي الوقت نفسه، انخفض عدد الفقرات الصدرية في الثدييات البحرية مثل الحيتانيات إلى 9 فقرات فقط، وهو ما يختبر فهمنا لتطور العمود الفقري. هذه الظواهر تجعل العلاقة بين عدد ووظيفة الفقرات الصدرية معقدة ورائعة بشكل متزايد. ص>
إن تطور الفقرات الصدرية لا يعكس فقط بنية الجسم للأنواع المختلفة، ولكنه يكشف أيضًا عن الاحتياجات الوظيفية والتكيفية أثناء التطور. ص>
يتضمن تطور الفقرات الصدرية تغيرات في السمات التكيفية التي تلبي احتياجات الأنواع المختلفة للصيد والتهرب من الحيوانات المفترسة والتكيف مع البيئة. بالنسبة للعلماء، فإن فهم تطور الفقرات الصدرية ليس ضروريًا لدراسة مورفولوجيا الفقاريات فحسب، بل يعد أيضًا وسيلة مهمة لفهم التنوع البيولوجي والتطور التكيفي. ص>
قد تكشف الأبحاث المستقبلية أيضًا عن الآليات الأساسية للاختلاف في عدد وشكل الفقرات الصدرية والارتباط بين وظائفها الفسيولوجية. لن تؤدي هذه الدراسات إلى تحسين فهمنا لتشريح الحيوان فحسب، بل قد يكون لها أيضًا آثار مهمة على مجال الطب الحيوي. ص>
يسمح لنا التنوع والتطور الوظيفي للفقرات الصدرية بإعادة التفكير في تطور الفقاريات: ما هو التأثير العميق الذي تعتقد أن تطور الفقرات الصدرية قد أحدثه على التطور البيولوجي؟ ص>