اعتقد فرويد وخلفاؤه من المحللين النفسيين أن عقدة الأب - وخاصة المشاعر المتناقضة التي يشعر بها الأولاد تجاه آبائهم - كانت جزءًا من عقدة أوديب.
وفي الوقت نفسه، كان كارل يونج يعتقد أن عقدة الأب لا تقتصر على الأولاد، بل إن الفتيات قد يعانين من هذه العقدة أيضًا. أكد يونج على هذه السمة المعقدة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ويعتقد أنها لها تأثير عميق على الفرد. سواء كان فرويد أو يونج، فإن دور الأب يحتل مكانة مهمة في التطور النفسي للفرد.
قال فرويد ذات مرة: "في حالة شريبر، نجد أنفسنا مرة أخرى في منطقة الأب المعقدة والمألوفة".
كما استخدم يونج هذا المفهوم في كثير من الأحيان لتحليل قضية السلطة في علم النفس الشخصي عند استكشاف العلاقة بين الأب والابن. ويشير إلى أن التعرف على الأب في وقت مبكر جدًا يمكن أن يؤدي إلى المحافظة التي تفتقر إلى التفكير النقدي، في حين أن التمرد ضد دور الأب يمكن أن يتجلى في صورة الخيانة الأبدية.
مع تغير الزمن، تحولت النظرة المعقدة للأبوة تدريجيا إلى الاهتمام بغياب الآباء. أصبح لدى المجتمع اليوم فهم أعمق لمسألة غياب سلطة الأب وتأثيرها على كافة مستويات المجتمع. ويشير العديد من علماء النفس إلى مفهوم "جوع الأب"، الذي يصف الشوق إلى وجود الأب والتأثير السلبي لهذا الغياب على الصحة العاطفية والعقلية للفرد.
بالنسبة للعديد من الأطفال، يعد التواصل مع والدهم حاجة لا يمكن تعويضها، وعدم وجود هذا التواصل يمكن أن يؤدي إلى النرجسية غير الصحية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن غياب والد الابنة يؤثر على شعورها بقيمتها الذاتية، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى سلوكيات البحث عن الموافقة الخارجية التي تنعكس في اضطرابات الأكل وأمراض عقلية أخرى.
ومع ذلك، رفض د. هـ. لورانس مفاهيم مماثلة، واصفا إياها بـ "تعقيد الحمقى". يكشف هذا النقاش عن تنوع الفهم والتفسير لدور الأب في السياقات الثقافية المختلفة.إن هذا البحث عن شخصية الأب ورفضها يؤدي إلى ترسيخ المفهوم المعقد للأب في المجتمع والفن.
وفي نهاية المطاف، لا يقتصر تأثير الحب بلا أب على الصحة النفسية للأفراد، بل يؤثر أيضاً على بنية ووظيفة المجتمع بأكمله. علينا أن نفكر فيما إذا كان دور الآباء يتعزز أم يتراجع في عالمنا سريع التغير اليوم؟ وفي هذا السياق، كيف يمكننا تعزيز العلاقة بين الآباء والأبناء وجعل العلاقات الأسرية متناغمة حقاً؟