في البيئة السياسية الحالية، لا يعتمد تشكيل السياسات العامة على قرارات الوحدات الحكومية فحسب، بل يتأثر أيضًا بأصحاب المصلحة المتعددين. وتوفر مجتمعات السياسات وشبكات القضايا، باعتبارها مفاهيم مهمة لفهم هذه العملية، وجهات نظر وأطر تحليلية مختلفة. ما هي الفروق الجوهرية بين الاثنين وكيف تؤثر على عملية صنع القرار السياسي؟ هذه هي الأسئلة التي يحرص العديد من الباحثين على التفكير فيها.
يمكن النظر إلى شبكات السياسات باعتبارها مجموعة من الروابط الرسمية وغير الرسمية بين الحكومات والجهات الفاعلة الاجتماعية الأخرى حول المعتقدات والمصالح المشتركة، وإن كانت متفاوض عليها باستمرار، والتي تشارك في صنع السياسات وتنفيذها.
إن مجتمعات السياسات عبارة عن شبكات تتطور ببطء فيما يتصل بمجالات سياسية محددة تحدد السياق الذي يتم فيه وضع السياسات.
عادةً ما يشير مجتمع السياسات إلى شبكة مترابطة بإحكام من البيروقراطيين والسياسيين وجماعات المصالح. إن حدود هذه المجتمعات واضحة ومستقرة نسبيا، مما يمكنها من تشكيل بيئة تفاعلية مستقرة نسبيا ضمن مجالات سياسية محددة. شبكات القضايا أكثر مرونة، وسواء كانت عبارة عن مجموعات مصالح أو خبراء محترفين أو أكاديميين، فإن الأعضاء المشاركين غالباً ما يكونون غير مستقرين، مما يجعل من الصعب تحديد الأعضاء المهيمنون.
تتغير عضوية شبكة القضايا بشكل متكرر، والعلاقات المترابطة غالبًا ما تكون غير متكافئة.
أدى المزيد من البحث إلى تنويع تدريجي لأساليب تصنيف شبكات السياسات. ووفقًا لعوامل مثل درجة التكامل التنظيمي وحجم الأعضاء وتخصيص الموارد، يمكن تقسيم شبكات السياسات إلى أنواع مختلفة، مثل الشبكات المهنية والشبكات الحكومية الداخلية، وشبكات المنتجين.
مع تطور تحليل شبكات السياسة، ظهر عدد كبير من المؤلفات الوصفية والنظرية والاقتراحية في الدوائر الأكاديمية ذات الصلة، كما استكشفت مؤلفات مختلفة الدلالات المختلفة لشبكات السياسة.
في الأدبيات الوصفية، تُستخدم شبكات السياسات لتحليل أشكال محددة من صنع السياسات الحكومية، بما في ذلك الوساطة في المصالح، والتحليل بين المنظمات، والحوكمة. ومن خلال هذه المنظورات، يستطيع الباحثون تصوير الجهات الفاعلة الرئيسية وهياكل السلطة التي تؤثر على عملية صنع القرار الحكومي بشكل أكثر وضوحا.
في الأدبيات السياسية، تُعتبر شبكات السياسة عوامل مهمة تؤثر على تصرفات الحكومة. ومن ثم، فإن فهم هيكل شبكات السياسات وطريقة عملها يمكن أن يساعد الباحثين في مجال السياسات وصناع القرار على تنفيذ الإصلاحات السياسية بشكل أكثر فعالية.
وفيما يتصل بدراسة شبكات السياسة، يواصل الباحثون استكشاف كيفية التنبؤ بظهور شبكات محددة ونتائج السياسات المقابلة لها. ورغم عدم وجود نظريات عامة كافية حتى الآن، فإن العديد من الباحثين ما زالوا متحمسين للبحث الديناميكي في شبكات السياسات. ويشكل إطار عمل تحالف المناصرة محاولة لاستكشاف الكيفية التي تؤثر بها المعتقدات المشتركة على نتائج السياسات.
عندما ندرس الاختلافات بين مجتمعات السياسات وشبكات القضايا، هل نفكر في الدور الذي تلعبه هذه العلاقات في قرارات السياسة الحالية؟