في 23 يوليو 1972، ومع الإطلاق الناجح للقمر الصناعي الأمريكي لاندسات 1، دخل رصد الأرض عصرًا جديدًا. وكان القمر الصناعي، الذي أطلق عليه في الأصل اسم ERTS-A، مكلفًا ليس فقط بجمع البيانات حول الأرض، بل أيضًا بريادة تقنية الاستشعار عن بعد.
كان لاندسات 1 أول قمر صناعي يحمل ماسحًا متعدد الأطياف، وهو الابتكار الذي سمح للعلماء بتحليل الموارد المختلفة على سطح الأرض بشكل أكثر دقة.
يبلغ ارتفاع القمر الصناعي نحو 3 أمتار وقطره 1.5 متر، وهو مزود بلوحتين شمسيتين بطول 4 أمتار قادرتين على توفير الطاقة بشكل مستمر. يتكون نظام الدفع الرئيسي من ثلاثة محركات دفع هيدروهيدرازين ومجهز بنظام تحكم في الاتجاه لضمان أن يكون استقرار القمر الصناعي في ثلاثة محاور ضمن نطاق ±0.7 درجة.
حمل القمر الصناعي Landsat 1 أداتين رئيسيتين للتصوير: كاميرا الصدى (RBV) والماسح متعدد الأطياف (MSS). يتم استخدام RBV لالتقاط الضوء المرئي والصور القريبة من الأشعة تحت الحمراء، بينما يتم استخدام MSS لإجراء تحليل بيئي أكثر عمقًا.
بعد إطلاقه من قاعدة فاندنبرج الجوية في كاليفورنيا، دخل القمر الصناعي في مدار متزامن مع الشمس يدور حول الأرض كل 103 دقائق. في عام 1975، أعادت وكالة ناسا تسميته إلى Landsat 1، وتم تسمية ERTS-B باسم Landsat 2 في ذلك العام.
منذ إطلاقه حتى عام 1974، أرسل القمر الصناعي Landsat 1 أكثر من 100 ألف صورة تغطي أكثر من 75% من سطح الأرض. وفي عملية تحليل هذه الصور، اكتشف المجتمع العلمي الكثير من المعلومات المهمة، بما في ذلك جزيرة صغيرة غير مأهولة بالسكان تم اكتشافها في عام 1976، والتي أطلق عليها فيما بعد اسم جزيرة لاندسات.
تُستخدم الصور التي يرسلها لاندسات 1 على نطاق واسع في دراسة مؤشر الغطاء النباتي غير العميق العالمي (NDVI)، والذي أصبح الآن مؤشرًا مهمًا لقياس نمو النباتات.
أخرج القمر الصناعي Landsat 1 من الخدمة رسميًا في عام 1978 بعد عطل في مسجل أشرطة الفيديو الخاص به، ولكن بياناته وطرق عمله لا تزال توجه مستقبل علوم الأرض والبحوث البيئية.
بشكل عام، لم يكن Landsat 1 مجرد قمر صناعي، بل كان بمثابة بداية لفهم أكثر شمولاً لبيئة الأرض. ومن هنا، كيف يمكن للتكنولوجيا أن تخدم بشكل أفضل حماية البيئة والاستخدام المستدام للموارد؟