إن عملية الولادة هي اللحظة التي تنتظرها كل أم أثناء الحمل، سواء كانت ولادة حياة جديدة أو إثبات صلة الدم بين الأم والطفل. تشير بيانات عام 2020 إلى أن نحو 1.4 مليون شخص يولدون كل عام في مختلف أنحاء العالم. وتكمن وراء ولادة هذه الكائنات الصغيرة عملية معقدة وغامضة. عادة ما يتم تقسيم المخاض إلى أربع مراحل مميزة: المرحلة الأولى تتميز بتقصير وفتح عنق الرحم، والمرحلة الثانية هي نزول الطفل وولادته، والمرحلة الثالثة هي طرد المشيمة، والمرحلة الرابعة هي الانتقال بين الأم والطفل، عملية تعافي الطفل. ولا تحدد هذه المراحل عملية الإنتاج بدقة فحسب، بل تؤثر أيضًا على سلامة وصحة دورة الحمل بأكملها.
في المرحلة الأولى من الولادة، تعتبر الانقباضات الرحمية القوية والمتكررة العلامة الأكثر وضوحًا. تصاحب هذه الانقباضات تقلصات في البطن، وتستمر عادة لمدة نصف دقيقة تقريبًا، وتحدث كل 10 إلى 30 دقيقة.
المرحلة الأولى تنقسم إلى فترة كامنة وفترة نشطة. خلال المرحلة الكامنة، تبدأ المرأة بالشعور بانقباضات منتظمة في الرحم، ولكن هذه الانقباضات عادة ما تكون خفيفة وقد تكون مصحوبة بانزعاج خفيف في البطن. في هذه المرحلة، لا تصبح الانقباضات مزعجة للغاية بالنسبة لمعظم النساء الحوامل. ومع مرور الوقت وبدء المرحلة النشطة، تصبح الانقباضات أكثر تواترا وشدة. خلال هذه المرحلة، يبدأ عنق الرحم لدى المرأة بالتوسع، وعادةً ما تشعر الأم الحامل بألم أكثر حدة.
أما بالنسبة لألم الانقباضات، فيصف بعض الناس الشعور بأنه يشبه آلام الدورة الشهرية الشديدة جدًا، بينما أثناء عملية "التغنيب" يكون هناك شعور شديد بالتمدد والحرق.
عندما يتوسع عنق الرحم بشكل كامل تبدأ المرحلة الثانية. غالبًا ما تشعر الأمهات برغبة كامنة طويلة الأمد في الولادة، والتي تأتي من الضغط على الحوض، مما يدفعها إلى ممارسة القوة بشكل فعال. وتمثل نهاية هذه المرحلة ولادة الطفل، مع شعور بالإثارة المصاحبة للترقب. مع توسع قناة الولادة بشكل أكبر، تساعد الأم في دفع الطفل للخارج عن طريق الضغط والدفع.
إن ولادة طفل تنقل الأم على الفور إلى عالم جديد. ورغم أن وصف هذه العملية بالكلمات قد يكون صعبًا، إلا أنها مثيرة بلا شك.
بعد ولادة الطفل، هناك عملية تسمى "المرحلة الثالثة"، وهي عندما يتم إخراج المشيمة. لا تستغرق هذه المرحلة من العملية عادة وقتا طويلا. وفي المتوسط، يتم إخراج المشيمة بشكل طبيعي في غضون 10 إلى 12 دقيقة. يمكن لمقدمي الرعاية الصحية ذوي الخبرة في كثير من الأحيان تقديم التدخل السريع لضمان سلامة الأم.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن عملية إخراج المشيمة يجب أن تتم إدارتها بشكل نشط لتقليل خطر النزيف بعد الولادة، وأن السلامة في هذه المرحلة أمر بالغ الأهمية.
عندما نتحدث عن المرحلة النهائية من الولادة، علينا أن نذكر مرحلة التعافي بعد الولادة. تتضمن هذه المرحلة تعديل الحالة الجسدية للأم وتستمر لمدة ستة أسابيع تقريبًا. خلال هذه الفترة، يقوم جسم الأم بتعديل مستويات الهرمونات وحجم الرحم إلى حالة عدم الحمل. خلال هذه الفترة، يقوم الطاقم الطبي بإجراء فحوصات صحية منتظمة للأم، بما في ذلك تقلصات الرحم، والنزيف المهبلي، وما إلى ذلك.
كما يقول الخبراء: "إن فترة التعافي بعد الولادة هي الوقت الذهبي للأمهات والأطفال لإقامة رابطة وثيقة."
باختصار، تنطوي الولادة على تغييرات عميقة في الجسم والتطور الفسيولوجي. ولا تتعلق هذه العملية باستمرار حياة الأم والطفل فحسب، بل إنها تشكل أيضًا اختبارًا رئيسيًا لعلم وظائف الأعضاء وعلم النفس. في حين أن تجربة كل امرأة خلال هذه العملية فريدة من نوعها، فإن المراحل الأربع للولادة متشابهة ولا تُنسى. هل لديك أيضًا هذه المراحل من المخاض والولادة في ذهنك، وتتطلعين إلى رحلتك الفريدة؟