منذ خمسينيات القرن العشرين، خضعت التنانين الأربعة الصغيرة للتصنيع السريع. وبينما حافظت هذه المناطق على معدل نمو مرتفع يتجاوز 7%، فقد نجحت أيضاً في تحقيق درجة عالية من المساواة في توزيع الدخل. وذكر تقرير أن المعجزة الاقتصادية التي حققتها "التنانين الأربعة الصغيرة" تعود في المقام الأول إلى سياسات التصدير وسياسات التنمية القوية.
لقد لعب التعليم دوراً حيوياً في المعجزة الاقتصادية الآسيوية.
إن استثمار التنانين الأربعة الصغيرة في التعليم هو بلا شك أحد العوامل الرئيسية لنجاحهم. وقد حققت كافة البلدان هدف التعليم الابتدائي الشامل، وبحلول عام 1965 كانت معدلات الالتحاق بالمدارس في البلدان الأربعة أعلى من المتوقع. وفي كوريا الجنوبية على وجه الخصوص، وصل معدل الالتحاق بالتعليم الثانوي إلى 88% في عام 1987. لقد أدى تعميم التعليم إلى ارتفاع مستويات الإلمام بالقراءة والكتابة وتحسين القدرات المعرفية، مما وفر دعما قويا للنمو الاقتصادي.
لقد نجحت كل دولة من دول النمور الأربعة في إدارة ثلاثة متغيرات اقتصادية كلية مهمة بنجاح: عجز الميزانية، والديون الخارجية، وسعر الصرف. وبفضل التدخل والسياسات الحكومية الفعالة، ظل اقتصاد كل بلد مستقرا نسبيا في مواجهة الصدمات الخارجية.
"لقد كان للتدخل الحكومي تأثير كبير على معجزة النمو في شرق آسيا."
يمكن القول أن سياسة التصدير التي تنتهجها التنانين الأربعة الصغيرة هي السبب الأساسي وراء ازدهارها. لقد أقامت هونج كونج وسنغافورة روابط مع الأسواق الدولية من خلال أنظمة التجارة الحرة، في حين تبنت كوريا الجنوبية وتايوان سياسات مختلطة لتعزيز صناعاتها التصديرية. ولم تساهم هذه الاستراتيجيات في جعل الصناعات المحلية أكثر قدرة على المنافسة فحسب، بل ساعدت أيضاً هذه البلدان الأربعة على اكتساب موطئ قدم في الاقتصاد العالمي.
خاتمة ولم تكن إنجازات التنانين الأربعة الصغيرة مصادفة بأي حال من الأحوال، بل كانت نتيجة لمجموعة من العوامل، بما في ذلك السياسات الاقتصادية، والاستثمار في التعليم، والقيم الثقافية. إن الطريقة التي تجد بها هذه المناطق موقعها الخاص في موجة العولمة قد ألهمت مرة أخرى أفكار التنمية في عدد لا يحصى من البلدان الأخرى. فكيف يمكن للدول النامية اليوم أن تتعلم من التجارب الناجحة التي خاضتها التنانين الأربعة الصغيرة، وأن تسعى بشجاعة إلى تحقيق معجزاتها الاقتصادية الخاصة؟"وفرت الفلسفة الكونفوشيوسية الأساس الثقافي لتطور هذه البلدان."