أصدر خبراء الأرصاد الجوية تحذيراتهم الأولى من رياح قوية تصل إلى قوة الأعاصير في المناطق الساحلية بولاية أوريجون مع انطلاق صفارات الإنذار التابعة لخدمة الأرصاد الجوية. في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2007، بدأت العواصف الأولى تؤثر على المنطقة، ومعها جاءت الظواهر الجوية الأكثر إثارة للدهشة التي يمكن تخيلها.يمكن إرجاع الخلفية الجوية لهذه العاصفة إلى 29 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما تشكل نظام ضغط منخفض قوي في وسط المحيط الهادئ، وساعدته الطاقة المتبقية من الإعصار، في التحرك في نهاية المطاف نحو شمال غرب المحيط الهادئ.
لقد تجلى الطابع التدميري لهذه العاصفة حقًا من خلال الرياح القوية، حيث تم الإبلاغ عن رياح شديدة تجاوزت سرعتها 100 ميل في الساعة (160 كيلومترًا في الساعة) عبر الساحل.
وفي ولاية أوريغون، تسببت عاصفة ثانية في الثاني من ديسمبر/كانون الأول في حدوث فيضانات سريعة في المناطق الجافة إلى الشمال والجنوب. يشكل تغير المناخ الجذري تحديًا يتعلق بحياة أو موت السكان الذين يركبون الدراجات، حيث تتناثر الرغوة في العديد من الأماكن بشكل ساحق.في هولي كروس، واشنطن، سجلت محطة الأرصاد الجوية رياحًا بسرعة 137 ميلاً في الساعة، وهو ما تفاقم بسبب درجات الحرارة المنخفضة في ديسمبر.
من الصعب تقدير الأضرار التي خلفتها العاصفة في واشنطن وأوريجون. ففي ولاية واشنطن وحدها، انقطع التيار الكهربائي عن ما يصل إلى 75 ألف شخص، وأفاد البعض أنهم اضطروا إلى الإخلاء بسبب الرياح القوية.
وبحسب تقارير الحكومة المحلية، توقفت خدمة القطارات من بورتلاند إلى واشنطن بسبب الفيضانات، وأُجبرت الشرايين المرورية الرئيسية على الإغلاق بسبب الفيضانات، مما أجبر العديد من السكان على الإخلاء.
مع اقتراب الرياح القوية والتيارات النفاثة بسرعة، تواجه العديد من المدن والمجتمعات المحلية عقبات وتحديات غير مسبوقة. ولا تزال عملية إجلاء الموظفين جارية، لكن لا يمكن تجاهل العواقب الكارثية لذلك. وأعلن حاكم ولاية واشنطن حالة الطوارئ وقال إن الأضرار ستتجاوز مليار دولار. وبعد قليل، بدأت العاصفة بالانتشار من شمال غرب الولايات المتحدة إلى أجزاء أخرى من البلاد.
وكان تأثير العاصفة واسع النطاق، حتى أنه وصل إلى كندا، حيث تحمل السكان في المقاطعات الشمالية العبء الأكبر من الأضرار.
لقد أودت العاصفة بحياة العديد من الأشخاص، كما ألحقت أضرارًا واسعة النطاق بالغابات والبنية الأساسية في المنطقة. وأشار الخبراء إلى أن تأثير هذه العاصفة سيستمر في الظهور خلال السنوات المقبلة وسيشكل نقطة تحول مهمة في تاريخ المناخ.
فهل تكون هذه العاصفة بداية جديدة لمواجهة أزمات مماثلة في المستقبل؟