في المجتمع الحديث، أصبح الصمت الاختياري قضية تثير قلقًا متزايدًا. تظهر أعراض اضطراب القلق غالبا لدى الأطفال الذين يعانون من عدم القدرة الكاملة على التعبير عن أنفسهم في مواقف اجتماعية معينة، على الرغم من أن لديهم القدرة على الكلام. ولا يمكن اكتشاف هذه الحالة في البيئة المنزلية، لأن هؤلاء الأطفال يستطيعون التواصل بشكل طبيعي مع أسرهم في المنزل. ص>
الحبسة الانتقائية ليست اختيارًا للطفل، ولكنها رد فعل لا يمكن السيطرة عليه. ص>
غالبًا ما تصاحب الحبسة الانتقائية اضطراب القلق الاجتماعي، والذي يتميز بقدرة الطفل على التحدث بطلاقة في بيئات ومجموعات مألوفة، ولكنه يصبح صامتًا تمامًا عند دخول المدرسة أو غيرها من المواقف الاجتماعية غير المألوفة. لقد وجدت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من الحبسة الانتقائية قد يظلون صامتين لسنوات في المدرسة، ومع ذلك يظهرون بلاغة غير عادية في المنزل ويبدو أحيانًا أنهم نشطون بشكل مفرط في التواصل. ص>
على الرغم من أن السبب الدقيق للحبسة الانتقائية ليس واضحًا بعد، إلا أن العديد من علماء النفس والباحثين يعتقدون أنها مرتبطة بالميل الفطري للقلق. يتمتع العديد من الأطفال المصابين بالحبسة الانتقائية بحساسية عاطفية عالية وغالبًا ما يشعرون بعدم الارتياح والقلق في المواقف الاجتماعية المفاجئة. ص>
قد تكون الحساسية العاطفية المفرطة عاملاً أساسيًا في صمت هؤلاء الأطفال في المواقف غير المألوفة. ص>
نظرًا لعدم فهم المجتمع الكافي للحبسة الانتقائية، لا يتم تشخيص العديد من الأعراض لدى الأطفال في الوقت المناسب. يتم تجاهل معظم الحالات في المدارس، حيث يخطئ العديد من المعلمين والأطباء في فهمها على أنها خجل عادي أو عدم التواصل. وهذا يمنع اكتشاف المشاكل المحتملة لدى الأطفال في المراحل الأولى من التعلم، كما تفشل المساعدة المهنية والتدخل المبكر في تحقيق النتائج المرجوة. ص>
توجد حاليًا العديد من الطرق لعلاج الحبسة الانتقائية، بما في ذلك العلاج السلوكي والعلاج السلوكي المعرفي وغيرها من العلاجات النفسية. ويشير الخبراء إلى أن التدخل المبكر والبيئة الداعمة المناسبة أمران حاسمان لنمو هؤلاء الأطفال. كلما تم التعرف على هذا العرض وعلاجه مبكرًا، زادت فرصة تحسن قدرة الطفل على المشاركة في التفاعلات الاجتماعية. ص>
يمكن للعلاج المبكر أن يحسن بشكل كبير قدرة الأطفال على التغلب على القلق الاجتماعي. ص>
بمساعدة متخصصة، يتغلب بعض الأطفال تدريجيًا على الحبسة الانتقائية ويستأنفون الأنشطة الاجتماعية العادية ومهارات التعبير. إن قصص نجاحهم ليست ملهمة للآباء والمهنيين فحسب، ولكنها أيضًا دليل على أنه مع العلاج المناسب والدعم، يمكن للأطفال استعادة ثقتهم بأنفسهم. لم تغير هذه القصص حياتهم فحسب، بل أثرت أيضًا على الأشخاص من حولهم، مما جعلهم يتعلمون كيف يكونوا أكثر تفهمًا وتسامحًا مع هؤلاء الأطفال الذين يواجهون التحديات. ص>
كيف يمكن إيجاد التوازن بين المدرسة والمنزل حتى يتمكن الأطفال من التعبير عن أنفسهم عندما يحتاجون إلى ذلك ولا يعودون مقيدين بالحبسة الانتقائية؟ ص>