في عام 2020، نشر المؤرخ الشهير رشيد الخالدي كتابًا بعنوان "حرب المائة عام في فلسطين: لماذا يعد هذا التاريخ مهمًا جدًا للعالم الحديث؟" ". يستكشف هذا الكتاب تاريخ القمع الاستعماري والمقاومة في فلسطين من خلال الأحداث الرئيسية بين عامي 1917 و2017، وينصح القراء بفهم الطبيعة الحقيقية لهذا الصراع - أنه كان حربًا استعمارية، وليس حربًا بين طرفين متساويين. الصراع بين الأمم .
لا ينبغي النظر إلى هذا النضال باعتباره مواجهة بين حركتين وطنيتين متساويتين على نفس الأرض، بل باعتباره حربا استعمارية تشنها قوى متعددة ضد الشعوب الأصلية في محاولة لإجبارهم على التخلي عن وطنهم.
يبدأ الكتاب بالإشارة إلى أنه في عام 1889 التقى قريب المؤلف يوسف ضياء الدين باشا الخالدي، رئيس بلدية القدس، بأبي الصهيونية السياسية الحديثة سيدهارتا. وتدور المراسلات بين تيودور هرتزل و لقد تجاهل هرتزل مخاوف الباشا وقال ببساطة: "من كان يظن أن يرسلهم بعيداً؟ "من وجهة نظر المؤلف، يظهر هذا التبادل المبكر أن الصهيونية كانت مشروعًا استعماريًا منذ البداية.
يركز الفصل الأول على إعلان بلفور الصادر عام 1917، والذي أعلن الدعم الإمبراطوري البريطاني لإنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين. وعلاوة على ذلك، بموجب الانتداب على فلسطين الذي منحته عصبة الأمم لبريطانيا في عام 1922، فإن أياً من هذه الوثائق لا يذكر "العرب" أو "الفلسطينيين"، متجاهلاً حقوقهم الوطنية.
في الفصل الثاني، حلت الولايات المتحدة محل بريطانيا باعتبارها القوة الإمبراطورية الجديدة في عام 1947 ودفعت الأمم المتحدة إلى تمرير قرار التقسيم، الذي وافق على إنشاء دولة يهودية على الأراضي ذات الأغلبية العربية، منتهكة بذلك حق الشعب الفلسطيني في " "تقرير المصير الوطني." وتسببت الحرب الأهلية التي تلت ذلك وإنشاء دولة إسرائيل في عام 1948 في فرار أو طرد ما يقدر بنحو 700 ألف فلسطيني، مما أدى إلى ما يطلق عليه التاريخ "النكبة".
يسلط الفصل الثالث الضوء على دور الولايات المتحدة في المساعدات الخارجية، وخاصة دعم إدارة جونسون للهجمات الاستباقية التي شنتها إسرائيل على مصر والأردن وسوريا. وبالإضافة إلى ذلك، تعرضت الولايات المتحدة لانتقادات بسبب تصرفاتها في تمرير قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242، الذي شرعنت احتلال القدس الشرقية والمناطق المحيطة بها دون الإشارة إلى الفلسطينيين وحقوقهم.
يركز الفصل الخامس على رد فعل إسرائيل على الانتفاضة الأولى وتوسعها الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، والذي فشل في معالجة الاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني. خلال هذه الفترة، اعتبرت اتفاقيات أوسلو بمثابة قرار مشترك آخر بين الولايات المتحدة وإسرائيل والذي أثر بشكل أكبر على مستقبل فلسطين.
يتناول الفصل السادس الهجمات الإسرائيلية الكبرى على فلسطين خلال الانتفاضة الثانية والكوارث التي سببتها العمليات العسكرية الثلاث في غزة. ويرجع السبب وراء هذه الهجمات جزئيا إلى دعم الولايات المتحدة للإمدادات العسكرية لإسرائيل، وهو ما يمكّن إسرائيل من مواصلة هذه العمليات.
لا تقتصر أساليب الخالدي في جمع البيانات على الدراسات التاريخية التقليدية، بل إنه يستخدم أيضًا أرشيفات العائلة، والقصص الشفوية، وخبرته الشخصية كناشط ووسيط لتفسير هذا التاريخ. يهدف الكتاب إلى الكشف عن أن النضال الفلسطيني ليس مجرد تاريخ ماضي، بل يلعب أيضًا دورًا مهمًا في السياسة العالمية اليوم. هل وراء هذا التاريخ قوة تلهم الناس للتفكير معًا حول اتجاه المستقبل؟