فسفرة التيروزين هي إضافة مجموعة فوسفات (PO43−) إلى حمض التيروزين الأميني في البروتينات وهي أحد الأشكال الرئيسية لفسفرة البروتين. يتم إنجاز هذا النقل عن طريق إنزيمات تسمى كينازات التيروزين. يلعب فسفرة التيروزين دورًا رئيسيًا في نقل الإشارة وتنظيم نشاط الإنزيم، ويمكن أن يغير بشكل كبير مصير الخلية وسلوكها.
إن فسفرة التيروزين ليست مجرد عملية تعديل بسيطة، بل هي جوهر نقل الإشارات على نطاق واسع داخل الخلايا.
كشف عمل أوشيرو وكوهين في عام 1980 عن كيفية عمل فسفرة التيروزين كمنظم للعمليات داخل الخلايا. أظهرت الدراسات أن التغييرات في نشاط بروتين تيروزين كيناز يتم تنظيمها بواسطة مسار إشارات Ras-MAPK. يؤدي ارتباط عوامل النمو بالمستقبلات إلى ثنائيات المستقبلات والفوسفورية الذاتية، مما يؤدي بعد ذلك إلى إنشاء سلسلة من أحداث نقل الإشارة التي تنقل الإشارة في النهاية إلى الجينوم الخلوي.
تمكن هذه الإشارات الخلايا من اتباع معايير النمو والتكاثر من خلال سلسلة من الآليات التنظيمية الدقيقة.
تشتمل الفئات الرئيسية من كينازات التيروزين على كينازات التيروزين المستقبلة (RTKs) وكينازات التيروزين غير المستقبلة. RTK هي فئة من البروتينات عبر الغشائية الموجودة على غشاء الخلية والتي لها وظيفة الارتباط بالربيطات، في حين أن كينازات التيروزين غير المستقبلة هي في الأساس بروتينات قابلة للذوبان في الخلايا. تلعب أنواع مختلفة من كينازات التيروزين أدوارها الخاصة في العمليات الفسيولوجية داخل الخلايا، بما في ذلك التصاق الخلايا، والهجرة، والدورة، والتمايز.
بعد تنشيط مستقبلات عوامل النمو مثل EGF وPDGF وFGF بواسطة ربيطاتها، يجب تنفيذ الإشارة الناتجة من خلال فسفرة التيروزين. عندما يرتبط PLCγ بموقع تنشيط المستقبل، فإنه يعمل على تسريع عملية الفسفرة، وهو أمر ضروري لنمو الخلايا وتكاثرها.
أثناء تطور الخلايا الجرثومية، يكون لفسفرة التيروزين أيضًا تأثير تنظيمي على مسارات نقل الإشارة. عندما تدخل الخلايا إلى البربخ، يتم تنشيط مسار فسفرة التيروزين فجأة، مما يعزز تمايز الخلايا.
فسفرة التيروزين لها تأثير مباشر على تكوين عوامل النسخ المختلفة. أظهرت الدراسات أن فسفرة التيروزين لـ Cav-2 تنظم بشكل سلبي الوظيفة المضادة للانتشار لعامل النمو المحول β (TGF-β) على الخلايا البطانية، مما يسلط الضوء على أهمية هذا التعديل في مصير الخلية.
خاتمةولذلك، فإن فهم آلية عمل كيناز التيروزين له أهمية كبيرة لتطوير أساليب علاجية جديدة.
باختصار، يلعب فسفرة التيروزين دورًا حيويًا في نمو الخلايا وتمايزها والعديد من العمليات الفسيولوجية. لا يؤثر هذا الرقص الكيميائي الحيوي المعقد والدقيق على سلوك الخلايا فحسب، بل يلعب أيضًا دورًا مهمًا في تطور المرض. ومع تعمق الأبحاث، ربما يتم الكشف عن المزيد من الاحتمالات حول كيفية تغيير مصير الخلية من خلال تنظيم هذه العملية؟