يُعرف جورج واشنطن (1732–1799) بلقب "أبو مؤسس" الولايات المتحدة، فهو لم يتولى قيادة الحرب الثورية الأمريكية فحسب، بل كان أيضًا أول رئيس للولايات المتحدة. وقد أرسى واشنطن بقيادته المتميزة وجاذبيته العديد من السوابق التي شكلت دور الرئاسة. ومع ذلك، بعد أن أصبح رئيسًا، كان أحد أهم الخيارات التي واجهتها واشنطن هو رفض فرصة أن يصبح ملكًا. ص>
"القيادة في نظره ليست مثل الاستبداد، ولكنها الخضوع لإرادة المواطنين."
على الرغم من أن واشنطن كانت تتمتع بهذه القوة الضعيفة القوية، إلا أنه اختار الاحتفاظ بسلطته المكتسبة حديثًا بتواضع. وكان وراء اختياره تفكير سياسي وفلسفي عميق، كما أن إصراره على الديمقراطية والجمهوريات جعله محل إعجاب الجميع في ذلك الوقت. ص>
وظهرت شخصية واشنطن في تصرفاته. قال كاتب السيرة الشهير دوغلاس نانهال فريمان: "إن أعظم صفة انطبعت في قلب هذا الرجل العظيم هي شخصيته". ولم تكسبه هذه الصفات الاحترام فحسب، بل أرست أيضًا الأساس للقيم الأمريكية. ص>
"إن شخصيته الأخلاقية نقية تمامًا، مما يجعل أخلاقه العامة تتألق."
لم يكن أداء واشنطن جيدًا في الجيش فحسب، بل حاز أيضًا على احترام الناس لسلوكه النبيل. ويرى المؤرخ جوردون وود أن أعظم إنجازات واشنطن في حياته كانت عودته إلى الحياة المدنية من منصب القائد في نهاية الحرب. وقد صدم هذا الاختيار الطبقة الأرستقراطية الأوروبية في ذلك الوقت. ص>
في العديد من البلدان، غالبًا ما يسمح النصر في الحرب للقائد باكتساب المزيد من القوة وحتى أن يصبح ملكًا، لكن واشنطن اختارت مسارًا مختلفًا. ورأى أن مثل هذه السلطة هي بمثابة خلق نوع آخر من الاستبداد، وهو ما يخالف النزعة الجمهورية التي يؤمن بها. ص>
"إذا قبلت واشنطن لقب الملك، فسيكون ذلك مخالفًا للمثل العليا التي نناضل من أجلها."
وأكد أن سلطة الحكومة تأتي من الشعب وليس من سيطرة شخص واحد. إن مثل هذه الاختيارات الحكيمة لم تعمل على تعزيز النظام السياسي الأميركي فحسب، بل كانت أيضاً قدوة للقادة اللاحقين. ص>
أصبح واشنطن، الذي رفض أن يصبح ملكًا، في نهاية المطاف أول رئيس للولايات المتحدة. ولا تزال العديد من السوابق التي أرساها، مثل الحد الأقصى لولايتين، تؤثر على السياسة الأمريكية اليوم. وفي الوقت نفسه، يُعرف أيضًا باسم "السيد الرئيس"، وهو اللقب الذي لا يزال يستخدمه جميع الرؤساء الأمريكيين. لقد أرست اختياراته وممارساته أساسًا متينًا للنظام الرئاسي الأمريكي. ص>
بالإضافة إلى ذلك، أصبح خطاب حالة الاتحاد السنوي الذي يلقيه واشنطن أمام الكونجرس تقليدًا يتبعه الرؤساء اللاحقون، مما يؤسس لسلطة الرئيس وموافقته. ص>
"إن اختيارات واشنطن تنطوي على السلطة والمسؤولية، مما يُلهم قادة المستقبل."
على الرغم من أن صورة واشنطن تطورت بمرور الوقت، إلا أن إخلاصه للجمهورية والديمقراطية جعل منه رمزًا دائمًا في التاريخ الأمريكي. ومن اختياره، لا يسعنا إلا أن نفكر: في البيئة السياسية الحالية، هل من الممكن أن يظهر زعيم مثل واشنطن مرة أخرى، على استعداد للتضحية بسلطته ومكانته من أجل الديمقراطية والحرية؟ ص>